فتحتُ قناة اقرأ ليلًا وكانت حلقة «ليلة في بيت النبي» للشيخ محمود المصري، وكانت عن حب النبي صلى الله عليه وسلم لأمته. وكيف كان يرجو النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ربه ويقول: «أمتي.. أمتي»، فقيل له: «إنا سنرضيك في أمتك». ومما لا يعلمه الكثير أننا أمة رقم 70، سبقتنا 69 أمة قبلنا، ولكننا نُمثِّل ثلثي أهل الجنة. فقد آمنت قلّة من الأمم السابقة بأنبيائها مثل قوم نوح وعاد وثمود وعيسى عليه السلام. وجدتُ نفسي أُفكِّر في نماذج من هذه الأُمَّة في هذا العصر، وفي هذا الزمن خاصة الذي يوشك أن يكون القابض فيه على دينه كالقابض على جمر. وكيف سخّر الله الكون وجعل فيه فضل العَالِم على العابد. وأن أقربنا للنبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة أحاسننا أخلاقا. كان العَالَم حسيًّا ثم أصبح سمعيًّا، والآن فهو عالم بصري ينقل الحدث في ثوانٍ معدودة عن طريق الجوّال، فيقلب العالم على إثره. وإذا انتقلنا إلى العالم المرئي لوجدنا أن هوليوود وديزني غيّرت مفاهيم أناس في شتى أنحاء المعمورة، وتنافسها بوليوود في الهند بإخراج أفلام غيّرت –أيضًا- عادات وتقاليد كثيرة في العالم.. والاتجاه السائد في العَالَم الآن هو إعلام يقوم على الشراكات، كبداية الشراكة ما بين وارنر بروذرز الأمريكية ومؤسسة الدوحة للإعلام.. لقد أصبح «كات ستيفنس» المغني البريطاني المعروف في الثمانينات يُغنِّي بعد إسلامه: «طلع البدر علينا» وأصبح اسمه «يوسف إسلام». واليوم انتشرت أغانٍ جديدة مثل أغاني «سامي يوسف» بين الشباب المسلم وغير المسلم في أمريكا وأوروبا. وأخرج مسلمون في كندا برنامج «المسجد الصغير في البراري» والذي عرَّف بالدين الإسلامي وعادات المسلمين، وقد كَتَبَت –أيضًا- الشابة السعودية «سما فطاني» كتاب باللغة الإنجليزية بعنوان: (Whats Up with them Muslims) لتجيب عن أكثر الأسئلة التي تدور في بال غير المسلمين عن الإسلام، وبلغة الشباب. إن إعلامنا الاجتماعي الجديد هو حجة على الأمم الأخرى، ولكن يجب أن نُوظِّف إبداعنا اللغوي والسمعي والبصري لندعم مبادرات الإعلام الحديثة، ولنُسخِّر قطاع وسائل الاتصال لنعكس صورة الأمة المحمدية كأمة موحَّدَة، وليست أمة مُمزَّقة يتربص فيها المرء لأخيه، ولا نجعل اختلافاتنا الفقهية وتنوعنا الفِكري وتعدد آرائنا عائقًا دون أن نكون كالبنيان المرصوص، لنثبت أن الرسالة المحمدية صالحة لكل زمان ومكان، وأن أمتنا الإسلامية تدعو إلى المحبة والسلام.