عندما نسمع كلمة عاطل يتبادر إلى أذهاننا مباشرةً أن العاطل شخص لا يقوم بأي عمل يدر عليه عائداً مادياً. وهذه هي الصورة المباشرة فعلاً. لكن باعتقادي أن مفهوم العطالة أوسع من ذلك. فالزاوية الأخرى لهذا المفهوم هي العطالة في التخصص. فإذا كان هنالك من يحمل شهادة جامعية أو فنية في مجال معين. وقد قضى فيها أشهراً أو سنوات وهو يتدرب أو يدرس وقد أهّل لهذا المستوى الوظيفي من خلال ما تعلمه وأتقنه. ثم لم يجد الفرصة للعمل إلا بعيداً كل البعد عن مجال التخصص. فما هي قيمة تلك الشهادة من الناحية المهنية؟! وما قيمة تلك المهارات المكتسبة إذا لم تستغل ليستفيد منها عموم المجتمع؟! ولاشك انهُ سوف يكون هناك انعكاسات كبيرة جداً على هذا الموظف الأمي حتى بأبجديات هذه الوظيفة. فمن الطبيعي أنه يفقد كل ما تعلمه تدريجياً. وكذلك يجد صعوبة كبيرة في التعامل مع المهنة الجديدة. وخصوصاً عندما تحتاج لخبرة سابقة ومعرفة بالتفاصيل. فتكون نتيجة تلك الانعكاسات ضعفاً شديداً بالرغبة في العمل. وتقلص حجم النشاط بشكل كبير. لأن الموظف أصبح كالآلة وقد عُطل إبداعه وجميع مهاراته بعيداً عن تخصصه، فهو عاطل وإن كان على رأس العمل. رشيد الزهراني - جدة