إن الحياة لا تقوم على وتيرة واحدة ولا تدوم لأحد، ومن سنن الحياة الفرح والترح والضحك والبكاء والفقر والغناء ومهما طالت الحياة فلا بد من النهاية المحتومة. إن الرحمة والعطف واللطف صفات حميدة يتحلى بها المسلم مع نفسه وأهله وأقاربه وخدمه.. والخدم رجال ونساء هم أناس يتواجدون بين ظهرانينا بكثرة، جاءوا من أجل كسب لقمة العيش بعرق جبينهم وجهدهم وتعبهم، ولولا الحاجة والضرورة لما تركوا أولادهم وبلادهم وفضلوا الغربة هنا. فينبغي علينا أن نتعامل معهم بلطف ولين وأسلوب حضاري وبالرغم من هفوات بعضهم وأخطاء البعض الآخر إلا أن الكلمة الطيبة والقول الحسن والصبر وغض البصر في بعض الأحيان لا تبقي لهذه الهفوات أثرًا. لقد دعاني الحديث في هذا المقام حين سمعت مرارًا وتكرارًا من أناس أعتبرهم من فضلاء القوم إن شاء الله تعالى وهم يتلفظون لخدهم بألفاظ خارجة عن الأدب الإسلامي الذي تعودنا عليه في هذه البلاد المباركة وحقيقة أن تلك الألفاظ الجارحة آلمتني كثيرًا ولم تسعفني بذلك إلا الآية الكريمة «محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم» والرحمة شاملة بين المسلمين تشمل الرجال والنساء والأغنياء والفقراء الأبيض منهم والأسود. إذن لماذا التعالي بعضهم على البعض الآخر؟ هل بسبب حالة أو جاهة والغنى والفقر بيد الله وبيده الملك والكمال وكم من أغنياء أصبحوا فقراء ومحتاجين والعكس كذلك. فلنقرأ في هذه العجالة على مقولة خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنس بن مالك رضي الله عنه: «خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما ضربني ولا سبّني ولا عبس في وجهي» هكذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم صاحب خلق كريم وأدب رفيع مع الناس جميعًا فهو قدوتنا في جميع أمور حياتنا فهل نقتدي به عليه الصلاة والسلام في أقوالنا وأفعالنا.. نرجو ذلك. سكتة: في حياتنا كثير من العبر والوقفات..