كشف صاحب السمو الملكي الأمير محمد الفيصل عن التباين الشاسع بين المنتجات والمطلوبات داخل النظام الرأسمالي العالمي، لافتا أن المنتجات وصلت خلال الفترة الزمنية السابقة والحالية 76 تريليون دولار فيما وصلت المطلوبات إلى 700 أو 800 تريليون دولار؛ مما يعني أن المسألة تجاوزت كل الإمكانيات والحلول. جاء ذلك خلال رعايته أمس حفل جائزة الأمير محمد الفيصل لأبحاث الاقتصاد الإسلامي بقاعة صالح التركي بمقر الغرفة التجارية الصناعية بجدة. وقال سموه: إن الإسلام ليس كأي دين لأنه مبني على حرية الإنسان، ونتج عن تطبيق النظرية الاقتصادية الإسلامية في البنوك أن أصبحت حركة البنوك الإسلامية في العالم توازي اقتصاد البرازيل التي هي في الأساس تعد الثامن على المستوى العالم من حيث الناتج القومي. وأضاف إننا عندما بدأنا نطبق فلسفة النظرية الاقتصادية الإسلامية على إحدى المؤسسات وهي البنوك وكنا -أنا ومن معي- نتناقش بأيها نبدأ هل التنظير أو التطبيق ورأينا أن نطبق وبدأنا في العقود وبعد ذلك رأينا النظرية الاقتصادية الإسلامية أعم وأشمل لذا رأينا طرح هذه الجائزة المتواضعة، لتكون حافزا لشبابنا وفتياتنا ليبدؤوا في البحث لتطوير النظرية الاقتصادية الإسلامية والتي للأسف أصبحت الأمة الإسلامية مهمتها واستوردنا النظريات والقوانين والأنظمة من الغرب الذي يعتبر مغايرا لنا وعلى رأسه الربا الذي يخالف دين كل مسلم. وشكر سموه كل من ساهم في هذه الجائزة والحفل وقال: يسرني أن أهنئ أول فائزة بهذه الجائزة وهي إثبات أن السيدات لهن شأن في الحياة العامة. ومن جانبه أشار عميد كلية الأمير سلطان للسياحة والإدارة الدكتور ياسين الجفري أن سمو الأمير محمد الفيصل هو صاحب الفكرة ومنفذها وراعيها الأول والتي تهتم بدعم أبحاث الاقتصاد الإسلامي، لافتًا إلى أن قيمة الجائزة تصل إلى 100 ألف ريال ستكون سنوية لرغبة سموه لعمل وقف خيري لاستمراريتها وستنشر الأبحاث الفائزة لكي تتم الاستفادة منها منوهًا أن الجائزة تستهدف الطلاب والطالبات لمرحلتي البكالوريوس والماجستير في المملكة من السعوديين والمقيمين، وأضاف أن الجائزة ستدفع إلى التفكير العلمي لتطوير قطاع الاقتصاد إسلامي وتوفير منتجات تتوافق مع الشرع وإيجاد نظريات إسلامية تخدم الاقتصاد الإسلامي. ثم استعرض أمين عام الجائزة خالد باطرفي قصة الجائزة وولادتها وأعلن عن اسم الفائزة وهي الطالبة وفاء عبدالعزيز الشريف من جامعة الطائف كأول فائزة بالجائزة. ثم اختتمت الحفل بكلمة من الرعاة شركة جماري الدولية للاستثمار والتطوير العقاري شروق السليمان كلمة أكدت فيها أن هذه الجائزة وباحتضان عروس البحر الأحمر لها ستوجد روحا تنافسية بالأخص في المجال البحثي وتولد روحا تنافسية بين المبدعين من أبناء الوطن وهذا ما يصبو له الأمير محمد الفيصل من خلال تسارع الطلاب والطالبات للمنافسة على هذه الجائزة وأضافت أنهم ومن منطلق المسؤولية الاجتماعية حرصت الشركة على رعاية الجائزة؛ تقديرًا منا لأهمية هذه الجائزة ودورها في تحفيز الفكر والدراسات العلمية لطلاب وطالبات الجامعات في المملكة بهدف تأسيس نظرية شاملة للاقتصاد الإسلامي. واختتم اللقاء بتكريم الفائزة وتسليمها الجائزة وتكريم جامعة الطائف التي تدرس بها الطالبة من خلال مديرها الدكتور عبدالإله باناجه.