من المرتقب أن يشهد العام الجديد توسعا ملموسا في تطبيقات الصيرفة الإسلامية على مستوى الدول الغربية والإسلامية معا حسب توقعات عدد كبير من خبراء البنوك ورجال الأعمال على خلفية تجاوز الأصول المتوافقة مع أحكام الشريعة حاجز التريليون دولار، وفق دراسة أعدتها مجلة ذي بانكر ومجموعة ماريس استراتيجيز للأبحاث والاستشارات. ولدعم تطبيقات الاقتصاد الإسلامي في السوق السعودية يرعى الأمير محمد الفيصل بن عبدالعزيز حفل جائزة الأمير محمد الفيصل لأبحاث الاقتصاد الإسلامي، الاثنين المقبل، بمقر الغرفة التجارية الصناعية بجدة. وأكد الأمير عمرو بن محمد الفيصل بن عبدالعزيز رئيس لجنة الإشراف على جائزة الأمير محمد الفيصل لأبحاث الاقتصاد الإسلامي أن الجائزة هدفت إلى خلق روح جديدة في التفكير لدى الطلاب والطالبات في كليات الاقتصاد والتفكير أيضا في إيجاد حلول اقتصادية جديدة لمشاكل المجتمعات الإسلامية مستمدة من تعاليم الدين الإسلامي، حيث إنها جائزة خاصة في الاقتصاد وهذا ما يميزها عن بقية الجوائز المتنوعة. وأشار إلى أن رعاية الأمير محمد الفيصل محفزة للطلاب والطالبات الحاضرين خلال حفل تكريم الفائزة التي كانت من نصيب الطالبة وفاء عبدالعزيز، التي تدرس بجامعة الطائف وكان بحثها يتحدث عن الحوكمة في المصارف الإسلامية، حيث سيحرص الجميع لأن يبادر بالبحث والعمل على إيجاد ما يقدمه من حلول من خلال بحثه المقدم إلى لجنة الجائزة. من جهة أخرى أوضح عضو لجنة الإشراف على الجائزة الدكتور ياسين الجفري أن الجائزة تستهدف طالبات وطلاب البكالوريوس والماجستير في المملكة من السعوديين والمقيمين، مشيرا إلى أنها تدفع إلى التفكير العلمي لتطوير قطاع الاقتصاد الإسلامي، وتسعى لتوفير منتجات تتوافق مع الشريعة الإسلامية، وتهدف إلى إيجاد نظريات تخدم الاقتصاد الإسلامي. وأضاف «الجائزة سنوية وقيمتها 100 ألف ريال للبحث الفائز، وأن الأمير محمد الفيصل ينوي عمل وقف خيري لها لاستمراريتها، وستنشر الأبحاث الفائزة لكي تتم الاستفادة منها». وذكر أن رؤية جائزة الأمير محمد الفيصل لأبحاث الاقتصاد الإسلامي تتلخص في الدعم والارتقاء بالبحث العلمي في مجال الدراسات الاقتصادية الإسلامية بالربط بين مشكلات اقتصادية قائمة تواجهها المجتمعات الإسلامية والحلول التي يمكن أن تستنبط من المبادئ والقيم الإسلامية التي يمكن تبنيها لمعالجتها أو للتخفيف من حدتها. ومن جهة ثانية أعربت الفائزة بالجائزة وفاء شريف عن سعادتها بالإسهام في تقديم بحث يدعم فكر الاقتصاد الإسلامي الذي يرعاه الأمير محمد الفيصل، وتتمني أن يسهم هذا البحث في إيجاد فرص للمصارف الإسلامية لمواجهة التحدياتها والإسهام بشكل فعال في دعم التنمية المستدامة بالأمة الإسلامية. أشارت الفائزة بالجائزة إلى أن البحث يهدف إلي إيجاد إطار حوكمة مناسب يتناسب مع المصارف الإسلامية ودورها في المجتمع الإسلامي لمواجهة التحديات العالمية والمنافسة في السوق المصرفية والفجوة التكنولوجية الكبيرة التي تهدد كيانها واستقرارها، وقالت «أشكر الأمير محمد الفيصل على دعمه للباحثين في مجال الاقتصاد الإسلامي، وأشكر أيضا مدير جامعة الطائف الدكتور عبدالإله باناجه على دعمه للبحث العلمي في جامعة الطائف». من جانبه بين الرئيس التنفيذي لشركة جمارى الدولية للاستثمار والتطوير العقاري المنظمة لحفل الجائزة المهندس عادل الرويلي أن تنظيمهم لحفل جائزة الأمير محمد الفيصل للاقتصاد الإسلامي يأتي من منطلق تحقيقها لإيجاد حلول اقتصادية جديدة لمشاكل المجتمعات الإسلامية، مشيرا إلى أنهم يستشعرون ذلك من خلال مسؤوليتهم الاجتماعية. وأبان المهندس الرويلي أن الجائزة ستخلق روحا تنافسية وهذا ما يصبو إليه الأمير محمد الفيصل من خلال تسارع الطلاب والطالبات للمنافسة على هذه الجائزة القيمة وأنها تحمل اسم الأمير محمد الفيصل للاقتصاد الإسلامي، مشيرا إلى أنهم يسعون للمواصلة من خلال رعايتهم المستمرة لهذه الجائزة. ويعود تاريخ الاستخدام الحديث للتمويل الإسلامي إلى ستينات القرن الماضي، عندما شعر بعض المستثمرين الأثرياء بالحاجة إلى طريقة لحماية وتعزيز ثرواتهم من دون انتهاك قواعد الشريعة الإسلامية، ولم تصدر أول صكوك حديثة إلا في عام 2002 ما يعكس الوتيرة السريعة والواسعة لنمو إصدارات السندات الإسلامية في فترة زمنية قصيرة .