كم هو رائع عندما يكون هم القيادة وهاجسها الأكبر تحقيق سبل العيش الكريم لشعبها، وهو ما يثبته خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز - يحفظه الله - يومًا بعد يوم عندما يستشعر نبض المواطن بكل جوانحه وينصت إلى مطالبه بكل جوارحه، وتغمره مشاعر البهجة والسرور كلما حقق حلمًا من أحلام المواطن للارتقاء به إلى أعلى المستويات وأرقى المراتب بما يليق به وبهذا الوطن الذي أعزه الله بخدمة الحرمين الشريفين وبجعله مهوى أفئدة المسلمين من كل صوب وحدب، وهو ما أمكن قراءته مؤخرًا في مشهدين لا يملك المراقب إلا أن يقف طويلاً أمام المعاني السامية لهما: المشهد الأول مشهد بدء صرف إعانات «حافز» للباحثين عن عمل حيث تتكفل الدولة في تلك المرحلة بدفع مليار ومائة مليون ريال للدفعة الأولى المنطبقة عليهم شروط حافز وعددهم 554 ألف عاطل عن العمل أغلبهم من النساء، وذلك تنفيذًا لأمر خادم الحرمين الشريفين لوضع الحوافز والتنظيمات لدعم الباحثين عن العمل وذلك لتعزيز فرصتهم في الحصول على وظيفة تضمن لهم حياة كريمة ويساهمون من خلالها في بناء الوطن، حيث يشكل صرف مخصص مالي شهري لهم أحد عناصر هذا البرنامج الذي يشتمل أيضًا على توفير برامج تدريب وتأهيل خلال فترة استحقاقهم بهدف دعم وزيادة فرصهم في الحصول على الوظيفة المناسبة التي تلبي تطلعاتهم. المشهد الثاني تمثل في توجيه خادم الحرمين الشريفين باستحداث جهاز في الديوان الملكي يقوم بمهام التأكد من تنفيذ مقتضى الأوامر والقرارات الصادرة من مجلس الوزراء بكل دقة ورفع تقارير دورية في هذا الشأن، حيث يتضح منذ الوهلة الأولى أن الهدف من إنشاء هذا الجهاز هو الاطمئنان على كل ما يهم الوطن والمواطن ويحقق متطلباته التنموية، ومتابعة تنفيذ القرارات والمشاريع وسيرها في وجهتها الصحيحة التي تنشد مصلحة الوطن وتلبية احتياجات ومتطلبات المواطن التي تشكل جوهر تلك الأوامر والقرارات، الأمر الذي يعكس حرصه- حفظه الله- على متابعة تلك الأوامر والوقوف على أداء الجميع وبخاصة فيما يتعلق بالأعمال والمشروعات التي تتطلب مراحل متعددة لتنفيذها، وهو ما يؤكد أن هذا الملك المخلص لوطنه وشعبه إذا تحدث صدق وإذا وعد أوفى وإذا قال فعل.