يعلن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية اليوم بالرياض موعد بدء مشروعات الحلول الدائمة لمعالجة مياه الأمطار، وتصريف السيول في محافظة جدة والبرنامج الزمني لتنفيذها، وترسيتها على المقاولين، وتتضمن تخطيط بعض المناطق والأحياء العشوائية، وتطوير البنية التحتية، وتنفيذ الخطة البيئية. يأتي ذلك لدى رئاسة سمو ولي العهد الاجتماع الثاني للجنة الوزارية المعنية بإنفاذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمعالجة أضرار السيول في محافظة جدة، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنتين الفرعية والتنفيذية لمعالجة مياه الأمطار وتصريف السيول. وكان أمير منطقة مكةالمكرمة قد أشار إلى أنه سيتم خلال الربع الأول من العام المقبل البدء بتنفيذ مشروعات الحلول الدائمة لمعالجة مياه الأمطار وتصريف السيول في محافظة جدة وفق الجدول الزمني المحدد، حيث قطع فريق إدارة المشروع شوطًا كبيرًا في إجراء الدراسات والخطط اللازمة، والتي بينت على أساس نتائج ورش عمل عدة مع الجهات الحكومية ذات العلاقة، وصولًا إلى وضع التصاميم الهندسية تمهيدًا لطرحها في منافسة على شركات المقاولات. وتتضمن الحلول الدائمة إنشاء سدود وقنوات تصريف لمعالجة مياه السيول والأمطار وتصور عملي لمعالجة الأحياء العشوائية وخطة بيئية للمحافظة وخطة لمياه الجوفية والمجاري ودراسة عن الطرق وشبكات النقل. وانشاء 5 سدود شرق جدة والمشروع الشامل لتطوير أحياء شرق جدة. ومن المقرر أن تطلع اللجنة الوزارية برئاسة سمو ولي العهد على تقرير شامل حول إنجاز المشروعات العاجلة لمعالجة مياه الأمطار وتصريف السيول في جدة في زمن قياسي يبلغ 110 أيام، وتشمل تنفيذ 14 مشروعًا تتمثل في معالجة وتصريف تجمع مياه الأمطار في 12 منطقة حرجة هي الأكثر تضررًا، إضافة إلى مشروعي انشاء سد أم الخير وتعزيز أعمال سد السامر. كما اندرجت ضمن المشروعات العاجلة انشاء خمسة سدود نفذتها أمانة جدة اثنان منها في وادي مثوب وثلاثة في وادي قوس، وتجهيز 16 مركزًا للاسناد والطوارئ مدعومة بالوحدات البشرية والمعدات تغطي جميع الأحياء، وانشاء مركز مؤقت لإدارة الأزمات والكوارث في مقر إمارة منطقة مكةبجدة. وكانت اللجنة الوزارية وبرئاسة سمو ولي العهد باشرت مهامها فور صدور التوجيه السامي في22 صفر 1432ه، وتم الاجتماع الأول لها في مدينة جدة في 29 صفر 1432ه، حيث وافق خادم الحرمين الشريفين على توصياتها، من أبرزها: تشكيل لجنة فرعية بإشراف سمو ولي العهد ورئاسة سمو أمير منطقة مكة وعضوية وزراء الشؤون البلدية والقروية، المالية، المياه والكهرباء، والنقل وتكون مهمتها إقرار الدراسات ومتابعة تنفيذ المشروعات، واختيار مكتب استشاري علمي لدراسة تصريف مياه الأمطار ودرء أخطار السيول، فضلًا عن مشروعات البنية التحتية للأحياء العشوائية، والإشراف على طرح المشروعات المقترحة. وفي اليوم التالي لإقرار خادم الحرمين الشريفين توصيات اللجنة الوزارية، باشرت اللجنة الفرعية وبإشراف سمو ولي العهد ورئاسة سمو أمير منطقة مكة أعمالها وانبثق عنها لجنة تنفيذية، وأقرت في أول اجتماع لها في 30 صفر 1432ه البدء الفوري بتنفيذ المشروعات العاجلة التي تمت دراستها، فضلا عن توجيه الدعوات إلى الشركات الاستشارية العالمية لتتولى تنفيذ الدراسة الكاملة لمشروعات معالجة مياه الأمطار وتصريف السيول. وبتاريخ 26 جمادى الأولى 1432ه أعلن اختيار شركة آيكوم العالمية كاستشاري لمشروع معالجة الأمطار وتصريف السيول وتطوير البنية التحتية لجدة، وتنفيذ جميع الأعمال الهندسية والإشراف على تنفيذ مشروعات الحلول العاجلة والدائمة، على أن يتم تنفيذ المشروعات العاجلة في مدة لا تتجاوز 110أيام من تاريخ ترسيتها على المقاولين بتاريخ 26 شعبان 1432 ه. وفي يوم 26 ذي الحجة 1432ه أعلن الانتهاء من تنفيذ المشروعات العاجلة لمعالجة مياه الأمطار وتصريف السيول، وهي: 12 مشروعًا لمعالجة المناطق الأكثر تضررًا من أمطار الأعوام الماضية تمثلت في معالجة وتصريف تجمع مياه الأمطار في 12 نقطة حرجة تم فيها انشاء 20600 متر طولي من الأنابيب، تركيب 25 مضخة، وتنظيف 70 ألف متر من أنابيب شبكة التصريف، فضلًا عن مشروع انشاء سد أم الخير بارتفاع 7 أمتار وطول 1100 متر وربطه بمجرى السيل الشمالي عن طريق قناة مفتوحة بطول 730 مترًا وعرض 33 مترًا، ومشروع آخر لتعزيز أعمال سد السامر وربطه بمجرى السيل الشمالي عبر قناة مفتوحة بطول 3000 متر وعرض 40 مترًا. وحقق تنفيذ مشروعات معالجة مياه الأمطار وتصريف السيول إنجازات مهمة في مقدمها: تقسيم الحلول الدائمة إلى حزم مشروعات وطرحها في مناقصات تخضع لإجراءات وضوابط وفق أفضل الممارسات المهنية عالميا، فضلًا عن التركيز على الشفافية في وضوح التزامات كل الأطراف وعملية اختيار المقاولين وموضوعية التقييم الفني والمالي لضمان الكفاءة والمهنية للتنفيذ، وأخيرًا الترسية لصالح المقاول المؤهل فنيًا وصاحب أنسب عطاء مالي. كما سجل إنجاز المشروعات نجاحًا مهمًا آخر تمثل في انتهاء تنفيذها في الوقت المحدد والبالغ 110 أيام، واستدعى ذلك العمل 24 ساعة يوميًا و7 أيام في الأسبوع سجل خلالها خمسة ملايين ساعة عمل بدون إصابة، فضلا عن جلب المعدات باستخدام ثلاث طائرات شحن منها أكبر طائرة شحن في العالم، واستخدام تقنيات لتنظيف الأنابيب لأول مرة في المملكة.