قال القيادي المعارض والأمين العام المساعد لحزب اتحاد القوى الشعبية ووزير المياه والبيئة في حكومة الوفاق اليمنية عبدالسلام رزاز إن ساحات الاحتجاجات في اليمن والعملية السياسية وحكومة الوفاق شيء واحد وليسوا منفصلين، وأبان بالقول: نحن لا ننظر إلى أن الساحات شيء والعملية السياسية وحكومة الوفاق شيء أخر، وإنما ننظر إلى أن الحكومة هي اليوم الأداة الرئيسية لتنفيذ المبادرة الخليجية. وأضاف إن العملية السياسية أو التسوية السياسية التي تمت هي امتداد للثورة التي خرجت الناس إلى الساحات للمطالبة بها... والحكومة هي أداة تحقيق أهداف الثورة، من خلال التوافق السياسي». وأكد أنهم اختاروا الطريق السياسي السلمي؛ لتحقيق أهداف الثورة اليمنية، وهو الطريق الأمثل الذي يجنب اليمنيين المزيد من الويلات والمعانات، وأيضا تكلفته بسيطة وقليلة. وأشار في حوار مع «المدينة» إلى أنه من خلال الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية وعبر حكومة الوفاق الوطني، سيتحقق أهداف التغيير الذي تنشده ساحات الاعتصامات في المدن اليمنية. وبدا عضو حكومة الوفاق عن حصة المعارضة اليمنية، متفائلاً بنجاح حكومة الوفاق الوطني كونها تستند- حسب تعبيره- إلى خارطة طريق مدعومة دولية، وواضحة وممرحلة، وهذه الخارطة مهمتها تهيئة المناخ السياسي والأمني للوصول إلى مرحلة بناء الدولة اليمنية المدنية. وقال رزاز إن الأزمة اليمنية وصلت مصائبها إلى كل بيت، وأصبحت في كل بال وحياة كل مواطن يمني، وأصبح حلها هاجس اليمنيين كافة. وأضاف أن اليمنيين عانوا كثيراً، ولا يوجد يمني اليوم يتمنى أن تبقى الأزمة أو المشكلة قائمة، وإنما الجميع يتوق لحل الأزمة في البلاد، مشيراً إلى أن الشعب اليمني يقف وراء الحل. وأكد أن المجتمع الدولي شريك لحكومته، ومن الطبيعي أن يتواجد بقوة مع حكومة الوفاق في مساعدتها وفرض الحلول للمشكلات التي تواجه اليمن واليمنيين. ويمثل رزاز حزبه اتحاد القوى الشعبية، في حكومة الوفاق اليمني التي شكلت برئاسة القيادي المعارض محمد سالم باسندوة، مناصفة بين المعارضة اليمنية ممثلة بتكتل أحزاب اللقاء المشترك، وحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، أواخر الشهر الماضي، على معيار الانتماء والمحاصصة السياسية بين المعارضة وشركائها من جهة، وبين الحاكم وحلفائه من جهة أخرى. وفيما يلي نص الحوار مع القيادي المعارض عبدالسلام رزاز: * كيف تقرأ نجاح ومستقبل حكومة الوفاق الوطني، باعتبارك قياديا في حزب مشارك فيها وأنت عضوا فيها؟ - حكومة الوفاق الوطني تستند في عملها وبرنامجها إلى خارطة طريق محددة وواضحة وممرحلة وهذه الخارطة مهمتها تهيئة المناخ السياسي والأمني للوصول الى مرحلة بناء الدولة اليمنية المدنية. والآن حكومة الوفاق بدأت بإعداد برنامجها- الذي سيبدأ بمعالجة القضايا الطارئة التي نشأت خلال فترة ازمة العشرة الأشهر الماضية، في مختلف المجالات، ثم ستضع قواعد لبناء الدولة المدنية.تفاؤل حكومة الوفاق * ألا تخشون في حكومة الوفاق من صعوبات تواجهكم، وبالتالي فشل تسويتكم؟ - طبعاً هناك صعوبات كثيرة... لكنني متفاءل بنجاح هذه الحكومة. * ما سبب هذا التفاؤل؟! - الحقيقة لمست من أول وثاني اجتماع لهذه الحكومة، ان هناك حماسا لدى جميع أعضاء الحكومة، كما أن لديهم الرغبة والحرص على حل الأزمة، والعمل بروح الفريق الواحد.. وهذه الروح بالتأكيد هي قاعدة النجاح الذي سيكون -إنشاء الله- حليف حكومة الوفاق الوطني، لذلك أنا متفاءل كثير بان هذه الحكومة ستنجح، وستخطو خطوات ناجحة، رغم المصاعب والعقبات التي تقف في طريقها. * ما هي ابرز هذه الصعوبات؟ - المصاعب كثيرة وأولها مصاعب مالية تتعلق بالتمويل الذي تحتاجه المعالجة، وحل تلك المشكلات التي تنتظر من الحكومة حلا عاجلا. لا خيار أمامنا سوى النجاح * لكن هناك بوادر ايجابية بتجاوب المجتمع الدولي والمانحين بدعم اليمن وحكومة الوفاق؟ - المجتمع الإقليمي و الدولي، الراعون الآلية التنفيذية والمبادرة الخليجية سيكونون معنا في هذا الطريق... ليس أمامنا في حكومة الوفاق الوطني من خيار سوى خيار النجاح. أما العودة إلى الخلف، فهو خيار مرفوض ومشطوب من قائمة حكومة الوفاق اليمني تماماً. «النجاح» رغبة اليمنيين * هذا الخيار هل هو قناعة أم أنه نتيجة ضغوطات خارجية؟ - في الحقيقة المشكلة اليمنية وصلت مصائبها إلى كل بيت، وأصبحت في بال وحياة كل مواطن يمني، وأصبح حلها هاجس كل اليمنيين كافة. واليمنيون عانوا كثيراً، ولا يوجد يمني اليوم يتمنى أن تبقى الأزمة أو المشكلة قائمة، وإنما الجميع يتوق لحل الأزمة في البلاد... لكن بحلول جديدة وبطرق جديدة وسليمة. اليوم الشعب اليمني يقف وراء الحل، بدليل انه عندما تم التوقيع على المبادرة الخليجية واليتها التنفيذي برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالرياض في 23 من نوفمبر الماضي، بارك اليمنيون هذا الاتفاق وخرجت الجماهير اليمنية إلى الشوارع للاحتفاء والابتهاج بهذا الحدث العظيم، وهذه النهاية المثالية التي انتهت بها الأزمة اليمنية التي عصفت بالبلاد طوال عشرة اشهر كادت ان تقود الجميع إلى مربع العنف والحرب الأهلية المدمرة.. وأما الدليل الأخر على رغبة اليمنيين في الحل، هو عندما أعلنت حكومة الوفاق الوطني، لم يعترضوا عليها أيضا، ما يعنى ذلك انهم يباركون هذه الحكومة، وينتظرون الآن منا حلول عاجلة للمشكلات التي تواجهه. الشعب اليمني يريد الآن حلا قبل ان يريد العالم هذا الحل. أيضا المجتمع الإقليمي والدولي هو شريكنا، فهناك مصالح مشتركة وامن مشترك، وبطبيعة الحال ان يتواجد المجتمع الدولي معنا في مساعدتنا وفرض الحلول للمشكلات التي تواجه اليمن واليمنيين. الساحات جزء منا * هناك مكونات أخرى رافضة لهذه التسوية، وعلى رأس ذلك الشباب المعتصمون في الساحات والذين لا يزالون يرابطون في مكانهم؟ - الساحات هي في الأساس تبحث عن التغيير، وخروج الناس إلى الساحات كان هو لتحقيق أهداف محددة تتعلق بكل اليمنيين، ويقف على رأس هذه المطالب والأهداف، هدف بناء الدولة اليمنية المدنية، دولة النظام والقانون. ومنذ ان خرجت الساحات بدؤوا الناس يفكرون بحلول، وأصبحت العملية السياسية هي الآلية الأساسية للمشكلة... ومضينا في طريق العملية السياسية لإيجاد حل لهذه المشكلة، وانتهت هذه العملية السياسية بالتوقيع على المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية، وتشكلت حكومة الوفاق الوطني، أي أن العملية السياسية أو التسوية السياسية التي تمت، هي امتداد للثورة التي خرجت الناس إلى الساحات للمطالبة بها، والحكومة هي أداة تحقيق أهداف الثورة، من خلال التوافق السياسي. نحن لا ننظر إلى أن الساحات شيء والعملية السياسية وحكومة الوفاق شيء آخر، وإنما ننظر إلى أن الحكومة هي اليوم الأداة الرئيسية لتنفيذ المبادرة الخليجية، وقرار مجلس الأمن الدولي، رقم(2014) المتعلق بالأزمة في اليمن والانتقال السلمي للسلطة. فمن خلال، تلك الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية وعبر حكومة الوفاق الوطني، سيتحقق أهداف التغيير إلي تنشده ساحات الاعتصامات في المدن اليمنية. نحن اخترنا الطريق السياسي السلمي لتحقيق أهداف الثورة اليمنية، وهو الطريق الأمثل الذي يجنب اليمنيين المزيد من الويلات والمعانات، وأيضا تكلفته بسيطة وقليلة.