حذرالمفتي العام رئيس هيئة كبار العلماء، ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ التجار من الغش والجشع والاقدام على بيع المحرمات او المتاجرة فيها، وطالبهم بالالتزام بالشرع في اعمالهم والتوظيف، وقال إن التاجر مفتاح للخير انعم الله عليه بمال وسعة في الرزق، فيجب ان يؤدي حق الله وينفق في اعمال الخير ويتقرب الى المولى عز وجل بالصدقات والطاعات، ويكون صادقا أمينا في بيعه وشرائه، ولا يكون غشاشا ولا خداعا ولا مروجا للمحرمات، أو يتاجر في امور غير مشروعة محرمة، ويبتعد كل البعد عن ما يضر الانسان، وما لا يرضاه اخوانه المسلمون، ولا يتساهل في حقوق من يعملون معه فلا يظلم احدًا ويوفي بالعقود والعهود. جاء ذلك في خطبة الجمعة أمس بالجامع الكبير بمنطقة قصر الحكم والتي خصص للحديث عن «مفاتيح الخير ومفاتيح الشر» وقال: ان توظيف النساء في محلات بيع المستلزمات النسائية وجعل المرأة في مواجهة الرجال تحاسب وتبيع لهن بلا حياء ولا خجل يترتب عليه مصائب كثيرة يتحمل اوزارها التجار اصحاب هذه المحلات، واكد أن التساهل في توظيف النساء في أعمال يكن فيها في مقابلة الرجال جرم ومخالف للشرع، محذرًا من الانخداع من الدعايات في هذا الجانب والتساهل في المحرمات. واضاف : ان المسلم حريص كل الحرص على فعل كل ما هو خير واغلاق كل مفاتيح الشر وما يؤدي له ويتجنبه وحدد سماحته مجموعة من الاسباب التي تؤدي الى اعمال الخير وغلق ابواب الشر إذا التزم بها المسلم بعد توفيق الله له منها الاخلاص لله في الاقوال والافعال والاعمال فلا يقل ولا يعمل الا كل ما هو خير، والالتزام بالعبادات والفرائض وتأديتها في اوقاتها كما امره الله، والحرص على ان يكون اولى الناس بما يدعو اليه من اعمال الخير ويطبقه على نفسه قبل ان يلزم به الاخرين ويرى الناس ذلك في اعماله، وان يكون داعي الخير رقيقا لينا عندما يدعو الناس الى الابتعاد عن المنكرات ويكون صاحب خلق ويبتعد عن الكلام السيئ وان يقول للناس حسنا، والابتعاد عن المعاصي والمحرمات والسيئات التي هي سبب شقاء الانسان في الدنيا والآخرة، وان يتميز داعي الامر بالمعروف بالحلم والصبر والاناة والتلطف مع الاخرين ويبعد عن الشدة والغلظة والعنف الذي ينفر الناس منه، وان يصاحب المسلم ذوي التقى والصلاح واصحاب النفوس المطمئنة وذوي الاخلاق الكريمة. ودعا المفتي العام الى الالتزام بما امرنا به الله عند النصيحة، فقال على المسلم ان يتبع ما امره الله من المناصحة وان تكون نصيحته لله ورسوله ولعامة المسلمين داعيا للخير ويؤلف بين القلوب ويكون مخلصًا لله ويلزم جماعة المسلمين، وان يكون مفتاحا للخير وقدوة صالحة يتأسى به. وقال سماحته للاسف هناك أناس لا يرجى منهم خير فهم دعاة شر وسوء فلايؤمن جانبهم ولا يؤتمنون في اعمالهم ومعاملاتهم، ولا صحبتهم ومجالسهم كلها كلام في السوء فكيف يكون هؤلاء مصلحين، وقال سماحته كل منا ينبغي ان يكون مفتاحا للخير، الاب بالنسبة لابنائه عليه ان يربيهم ويتابعهم ويعدل سلوكياتهم ويغرس فيهم الفضائل والاخلاق القويمة، وإصلاح الخطأ، وكذلك المعلم ان يراعي الله في أداء رسالته وان يكون قدوة صالحة لطلابه ويؤدي امانته وينطق بالحكمة ويكون ذا أخلاق حسنة، وكذلك الخطيب والواعظ ان يكونا قدوة حسنة ويقولون الصدق ويوجهون الناس للخير والالتزام بالكتاب والسنة، وطالب سماحته رجال الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ان يقوموا بدورهم من منطلق الرحمة والشفقه على المخطىء، ومن وقع في المنكرات بلا شماتة او فضيحة ولا نكاية ولا تشفي بل يكون منطلقهم في عملهم حب الخير وحماية الاخلاق وإصلاح الخطأ واقامة الحجة، كما طالب رجال الاعلام ان يكونوا مفاتيح للخير، وقال ان دور الاعلامي المسلم الاصلاح والتوجيه ونشر الخير، وان يكون صادقا في ما يقول وما يكتب، كذلك رجل الفكر المسلم ان يكون صاحب فكر وتصور صحيح، كذلك من تولى المسؤوليات الادارية ان يكون امينا على الاموال لا التساهل في الاموال العامة، وقال سماحته إن التساهل في الاموال العامة من الفساد والضلال ومن الغلول وسوف يحاسب هؤلاء على ذلك كما طالب المستشارين ان تكون مشورتهم بما هو خير ويبتعدوا عن مشورة الشر، كما حذر المحامين من الدعاوى الكيدية وان يدافعوا عن القضايا التي اصحابها لهم حق وسليمة وصحيحة.