حظي الجناح المصري باهتمام كبير من البيناللي وذلك لعدة أسباب أولها أنه يصوّر شباب 25 يناير المعتصم في ميدان التحرير، وحظيت مقولة الفنان الشاب أحمد بسيوني على موقعه على الفيس بوك باهتمام لأنه استشهد بعدها مباشرة برصاص القنّاصة. قام بتجهيز الجناح في بيناللي فينيسيا زميله الفنان شادي النشوقاتي من شباب الثورة قام بتصميم الجناح وتنفيذه في البيناللي تخليدًا لذكرى نضال الشباب واستشهاد بعضهم في ميدان التحرير وقد جمع الفنان شادي قبل وفاته لقطات متعددة للحرائق والقذائف المولوتوف والحجارة بين المعتصمين والأمن المركزي في محاولة فض الاعتصام ثم استخدم فيلما كان قد نفذّه وعرضه قبل عام في دار الأوبرا المصرية لشاب يركض ثلاثين يومًا وهو واقف في مكانه محلك سر رامزًا إلى عصر مبارك، حيث إن محصلة كفاح الشعب وسعيه خلال حكم مبارك تساوي صفر.. كان هذا الفيلم وجهة نظر الفنان للوضع في مصر وقد حاز هذا الجناح على اهتمام الفنانين والنقاد من زوار المعرض من جميع أنحاء العالم لما للعمل من دلالات إنسانية وفنية ونشرت جريدة الفيننشال تايمز أحد مقولات أحمد بسيوني قبل استشهاده بيومين على صفحته الإكترونية قال: (إذا كانوا يريدون الحرب فنحن نريد السلام.. إنني فقط أحاول استعادة بعض من كرامة أمتي) فهو فنان وأستاذ فنون تشكيلية بجامعة حلوان وأب لطفلين وكان يحضّر رسالة الدكتوراة في تخصّصه وقد استشهد برصاص قنّاصة يوم 28 يناير 2011 وترك وراءه أعمالًا فنية تُعرض الآن في المحافل العالمية تخليدًا لذكرى استشهاده هو ومن استشهدوا في الثورة رمز النضال والصمود ضد القمع والاستبداد، وقال زميله وصديقه شادي النشوقاتي المشرف على المعرض: إنه ليس هناك فرصة أفضل من عرض مشروع «30 يومًا من الجري في المكان» في هذا الحدث الفني العالمي الكبير، وكافح بسيوني كل لحظة من حياته من أجل تحقيق هذا العمل وهناك مفارقة درامية بين العمل وقيام ثورة 25 يناير حيث ان ثورة الشباب في مصر جاءت بعد 30 عامًا من حكم مستبد وأن هذا العمل يصوّر جري شاب 30 يومًا نفس المكان. شهد الجناح المصري في بينالي «فينسيا» إقبالًا شديدًا من الزوار تعدّى المئات من الفنانين العالميين لمشاهدة عرض 30 يوما جري في المكان، حيث عُرضت الأعمال على خمس شاشات عملاقة تحكي مفردات عديدة من أيام ثورة الشباب والتي استشهد الفنان في ثالث أيامها وكان الإقبال الشديد على مشاهدة الأعمال الفنية بجناح مصر نابع من اهتمام العالم بالأحداث الجديدة التي تمر بها، وشغف الجمهور لمتابعة تطورات الحركة الفنية المصرية، وعلى الرغم من عدم إعلان نتيجة لجنة تحكيم البينالي بعد، إلا أننا نستطيع القول بأن الجناح المصري قد فاز بجائزة الجمهور، نظرًا لردود الأفعال الإيجابية العديدة التي نتجت من زوار البينالي ونقاد الفن التشكيلي الدوليين كما أن الفنانين الأجانب تفاعلوا مع الأحداث وعرضوا صورًا للمعتصمين والمتظاهرين في أجنحة بلادهم، كما حدث في الجناح السويدي الذي سبق أن أشرت إليه، وكان أكبر دليل على تعاطف عالمي من فناني العالم مع الثورات العربية.