وحدة الخليج أمل أمة، وعمل قيِّم لاستقرار الشعوب وسلامتها.. فما العائق إن علمنا أن كرامتنا يحفظها -بعد حفظ الله تعالى، والتمسك بكتابه الكريم، وسنه نبيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم- وحدتنا وتلاحمنا، وإن بقاء سيادتنا على المنطقة والعيش بكرامة واقتدار محافظتنا على أمن الوطن وأبعاده من إخوة أشقاء أحبة لتمام استقراره، هذا ونحن نعلم أن الوطن العربي عامة والخليجي خاصة يتربص به أعداء الأمة من كل جانب ومن كل صوب، وعليه تستدعي الأمانة، العمل من قبل المسؤولين العرب والخليجيين على تحقيق الطموحات والآمال لشعوبهم في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية في ظل وحدة تربط خليجنا بمصير مشترك، وأن يُفعّل العلم ليتخرّج من تحت أيدينا أبطال يسودون العالم في المستقبل القريب، وكفانا فخرًا واعتزازًا بإسلامنا أن أنتج أبطالًا فاتحين مبعثهم قدسية هذه الأرض الطاهرة المباركة. * إن كلمة خادم الحرمين الشريفين: أطلب منكم الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان واحد، أذكت القرب من تحقيق الأمل في قوة دامغة تحقق الانتصار للإسلام والمسلمين في كل مكان، فكيف به لا يتم في أرض العروبة والسلام متمثلة في أصول حكامها مواطنيها وإقليمها؟ وقد عمل بها الغرب من قبلنا فمكنتهم من الغلبة والعلو في الأرض. * إن دول الجزيرة العربية أو جزيرة العرب حق لها أن تكون مجلس الاتحاد الخليجي، ولا يطول الحديث حول المسمى والمصطلحات، إذ ما نريده هو بناء وحدة الصف الخليجي لتغدو يدًا واحدة على مستوى دول الخليج العربي مجتمعة، (فالوحدة) هذه كانت منذ زمن بعيد أمل القادة والشعوب في هذه الجزيرة، ونحن أبناء هذه الجزيرة من النخبة والمثقفين والعارفين بهموم الأمة، لا تعيقنا الحدود، ولا تناقض وحدتنا الخليجية حفنة من العادات المصطنعة، أو حدود موضوعة حسية كانت أو نفسية، فهي قد وُضعت واستُخدِمت لنواصل تباعدنا ونستمرئ تلكم الاختلافات الضئيلة في تفريق وتباعد أمة! وشتان ما بين التعاون والاتحاد، إذ يكفي هذا المعنى الكبير ما يشمله من الوحدة والعصمة والتلاحم والانصهار في كيان واحد، والأمل هنا أن نكون جميعًا واعين متفهمين المعنى الأصيل والحقيقي للاتحاد، فاتحاد أمة يعني النصر المؤزر بإذن الله تعالى ومشيئته، وكسر شوكة الأعداء وقطع دابر المتربصين والمنافقين، وخيبة آمالهم وأعمالهم العاملة في تمزقنا وتشتتنا.. ولكن إلى أي مدى يمكن لهذا الاتحاد أن يأخذ مكانه الطبيعي؟! فمن المفروض أن يكون هذا الاتحاد موجودًا منذ زمن بعيد- وبخاصة في دولنا الخليجية ذات الأهداف والمقاصد الخاصة والعامة والمحلية والدولية أو العالمية.. وهل سوف يشمل كل الأبعاد المهمة في بناء دول الوحدة، واستمرار تطورها وحصانتها ومنعتها وقوتها وسيادة كلمتها مجتمعة؟ وهل سننعم نحن شعوب المنطقة (ببرد اليقين) بالأمن العسكري والسلام متعدد الأوجه ثقافيًا وإعلاميًا؟ وهل سنحمي اقتصادنا بأدمغة عربية وطنية تثمر وتجني خيراتها محليًا؟ وهل ستعم ثقافة اجتماعية تجعلنا قلبًا واحدًا وفكرًا موحدًا لبناء المجتمع واستثمار أبناءه المخلصين؟! * إن وحدتنا الخليجية التي نادى بها خادم الحرمين الشريفين تجعلنا نستشعر معنى قول الله تعالى: (وأعدو لهم ما استطعتم من قوة.. الآية) وإذ نحن أمة اقرأ يجب أن نستوعب التهديدات التي تهدد أمننا في المنطقة، فهل نتعظ ونكون يدًا واحدة لا تأخذنا الشعارات ولا تبعدنا الخلافات، وننطق بالحق بأن الاتحاد قوة وضرورة تفرضها ظروف المنطقة بحيث يكون دستوره -كما هو ديدننا- القرآن والسنة، ولا نخشى في الله لومة لائم، فقد حُفظت هذه الديار بحفظنا لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم عملًا وتطبيقًا، فهل نعي سر قوتنا وحصن منعتنا وأمننا وأماننا وسلمنا وسلامنا؟! خصوصًا وحتمية التاريخ المخطط لها من قبل أعداء الإسلام على قائمة التنفيذ، وقد تكون على المحك والتغيرات والمتغيرات العالمية قادمة.. فماذا أعددنا لكل هذا إن علمنا أن مصالحنا العربية العليا لكل أقطارنا (المتقاربة المتباعدة) قاب قوسين أو أدنى؟! إن همتنا عالية لتحقيق وحدة الصف وبلوغ الهدف لنكون قوة مهابة لأننا إذا تقاربنا وترابطنا فسيكون ذلك عين التميّز والرفعة وسر الوحدة الخليجية بمضمون يهابه القاصي والداني، والله يسدد على الخير والنصر خطانا.