في جولة ل»المدينة» على عدد من المراكز الصحية شرق محافظة جدة، وبصفة خاصة في أحياء قويزة والمنتزهات وكيلو 11، أبدى عدد من المراجعين عدم رضاهم عن مستوى الخدمة المقدمة لهم، واشتكوا من نقص الدواء وسوء وآلية التعامل معهم والغياب المتكرر للموظفين والأطباء وتدني مستوى النظافة والتعقيم في مراكز صحية يفترض أن تكون على مستوى عالٍ من النظافة والتعقيم. وتطرقوا لعدد من الملاحظات في مركز المنتزهات الصحي ذي الباب الواحد الصغير والإهمال الواضح في القسمين الرجالي والنسائي والصيدلية الخالية من الدواء وكذلك حال العيادات في ظل الغياب المتكرر للأطباء متحججين بالصلاة ولو في غير أوقاتها. 7 عيادات لخدمة 14 حيًا ففي مركز قويزة الصحي كان الزحام على أشده بسبب كثافة أعداد المراجعين الذين فاضت بهم أماكن الانتظار، فاضطر بعضهم إلى انتظار دوره بالخارج. وقال عبدالله سمران نحن سكان الأحياء المحيطة بالمركز نواجه المتاعب بالفعل من جراء الزحام اليومي به، مما يضطر المريض للتحامل على مرضه بشكل لا يطاق بانتظار مقابلة الطبيب. مطالبا الصحة بتغيير موقع ومبنى المركز وتزويده بعدد أكبر من الأطباء والعاملين ليتمكن من خدمة المرضى في كافة الأحياء المجاورة بشكل جيد. ويرى سعيد الذيابي أن عدد العيادات غير كافٍ، مشيرًا إلى وجود 3 عيادات للرجال و4 للنساء حاليا وهي عاجزة عن متابعة المرضى الذين يتدفقون على المركز من 14 حيًا هي معظم أحياء شرق محافظة جدة، وذلك بسبب شح المراكز الصحية بها. عشوائية غير مسبوقة أما في مركز صحي المنتزهات فالأوضاع بدت ضاربة في عشوائية غير مسبوقة حيث رصدت «المدينة» أعدادا من المراجعين يعانون من إمراض وعوارض صحية مختلفة ينتظرون دورهم، فيما انتشر آخرون خارج المركز متذمرين من الوضع بالداخل من الساعات المهدرة بانتظار دورهم في عيادات خالية من الأطباء، بسبب ما وصفوه ب«غياب الرقابة» عليهم، كما اشتكوا من الوضع العام للمركز الصحي من حيث تدني مستوى النظافة والتعقيم، فيما كتابات العابثين على جدران مرافقة وبألوان مختلفة، إضافة إلى نقص الأجهزة الطبية وأجهزة التكييف وخلو الصيدلية سوى من بعض الأدوية المستهلكة التي تستخدم كمسكن لعدد من الأعراض ! ويأتي مع كل ذلك سوء التعامل من بعض العاملين وعدم اهتمامهم المطلق بعشرات المراجعين الذين كانوا ينتظرون من يعتني بهم حتى الثانية ظهرا. أطباء غائبون وقال أحمد الخرمي: نحن نعاني كثيرا من هذا المركز الصحي وتستنزف مدخولاتنا البسيطة بالمراكز الأهلية التي تستغل عدم وجود مركز حكومي يهتم بصحة مواطني المنطقة، فهذا المركز القديم المتهالك لا يخضع لأي عمليات صيانة أو نظافة، إلى درجة أن الناظر يستبعد أن يكون هذا هو المركز الصحي الذي من المفترض أن يرعى أبناء الحي صحيا، كما أن الموظفين والأطباء يتغيبون كثيرا بحجج عديدة كأداء الصلاة ولو في غير وقتها، أو إحضار أطفالهم من المدارس وهم يخروجون منذ وقت مبكر ما بين (11 - 11.5 صباحا)، ولطالما حاولنا الشكوى لمدير المركز ولكنه يجامل زملاءه. وذكر سعد سعود أنه جاء بطفليه وهما يعانيان من أنفلونزا شديدة، ولكنه لم يجد من يشخص حالتهما، وبالتالي لم يكن أمامه سوى العودة بهما خالي الوفاض. المختبر مغلق أما عبدالله السلمي فيؤكد أن أكثر ما يرهقه وبقية المراجعين هو الإهمال الواضح وخلو المركز من الأطباء، والرائحة الكريهة والزحام والحرارة العالية، ونقص الأجهزة الطبية وإغلاق كثير من المرافق المساندة كالمختبر الذي وضعت عليه ورقة متسخة كتب عليها المختبر وهو مغلق بالأصل، كما أبدى انزعاجه من نقص الأدوية في حال وجد المريض من يشخص حالته، حيث يقال له بالحرف الواحد «روح اشتري من أي صيدلية خارجية». مدير مركز قويزة: استحدثنا فترة مسائية فتحول الزحام إليها عن هذا الواقع يقول مدير المركز عوض المطيري: نحاول جهدنا للقضاء على هذه الإشكالية باستحداث فترة مسائية بالتنسيق مع الأطباء، إلا أن هذه الفترة أصبحت تشهد زحاما يفوق مراجعي الصباح، حيث يستقبل المركز يوميا ما بين 350 - 400 مراجع من 14 حيا منها مخطط عبيد، حي الرغامة، حي المشاري، حي الصواعد، وحي أم الخير السكني، علما بأنه من المفترض أن يخدم حي قويزة فقط، وفي ما عدا ذلك فالمركز بألف خير ويقوم مع كل الزحام الحاصل بتسيير أمور المرضى من التشخيص والعلاج وصرف الدواء. ومدير مركز المنتزهات يعتذر وبالمقابل أعتذر مدير المركز الصحي في حي المنتزهات عن الحديث أو التعليق على شكاوى وملاحظات المواطنين، مشيرا إلى أن «هذا الأمر من اختصاص الشؤون الصحية وإذا كانت لديكم أي استفسارات عليكم بالاتصال على مدير الشؤون الصحية الدكتور سامي باداود أو العلاقات العامة في المديرية.