عبر عدد من الأكاديميات والتربويات عن بالغ سعادتهن باللفتة الأبوية الحانية من قائد الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز المتمثلة في تكريمه لشهيدات مدرسة براعم الوطن اللواتي قدمن أجمل وأروع صور التضحية المنتظرة من حاملات أمانة العلم وتربية الناشئة حين ضحين بأرواحهن الطاهرة من أجل حماية بنات الوطن. واعتبرن ذلك تكريما من المليك المفدى لكل معلم ومعلمة، وأضفن: «يحق لذوي المعلمات (ريم كتوعة، غدير النهاري، وسوزان الخالدي) أن يفخرن بهذا التكريم من والد الجميع كون المعلمات الثلاث هن أول أكاديميات سعوديات يحظين بهذا التكريم الملكي المتمثل في وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى ومبلغ مليون ريال لكل أسرة اعترافا بالدور البطولي لشهيدات الوطن». تكريم لمربي الأجيال بداية قالت مالكة مدرسة براعم الوطن أروى ال الشيخ: هذا الامر ليس مستغربا على الملك الإنسان الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وهو بذلك يوضح أهمية وقيمة ما قدمته المعلمات الثلاث للمحافظة على أرواح الطالبات، كما هو تشريف لرسالة التعليم التي تعد اشرف رسالة في التاريخ، فليس من السهل ان تقدم مثل هذه الجائزة وهي اعلى تكريم على مستوى الدولة، لكنها تأكيد على ان المعلم هو مربي الاجيال وهو الاساس لكل المهن، لذا سأحرص بدوري على تقديم كل ما استطيع تقديمه للمعلمات اللواتي نجين من الحريق لانهن ايضا تفانين في حماية الطالبات وأدين دورهن على أفضل وجه. ننتظر تكريمًا آخر وأكدت مشرفة التعليم الأجنبي بوزارة التربية والتعليم ثريا عبدالمجيد أن التكريم من خادم الحرمين الشريفين لفتة رائعة وهي المرة الأولى التي تحظى فيها أكاديميات سعوديات بمثل هذا التكريم الرفيع، بما ينطوي عليه هذا الأمر من تغير للمفاهيم حول دور المعلمة التي باتت اليوم تعلم أن دورها يتعدى مجرد شرح الدروس إلى حفظ النفوس بإذن الله، لكننا نتمنى أن يخلد اسم شهيداتنا الثلاث اللواتي ضحين بأرواحهن بأن نضع أسماءهن على مدارس أو شوارع ليبقى هذا الدور خالدا مع التاريخ خاصة وأنهن خلفن وراءهن اسرا تستحق أن تفخر بهن جيلا بعد جيل. حافز لجميع المعلمات بدورها عبرت سيسيل رشدي مؤسسة مدارس دار الحنان، عن أملها في أن يكون ما قدمه الملك من تكريم للشهيدات الثلاث حافزا لجميع المعلمات ليحرصن على أداء واجبهن على الوجه الأكمل. التكريم الأول من نوعه وأوضحت الوكيلة وفاء العريفي أن هذا التكريم يعد الأول من نوعه حيث لم يسبق لمعلمات أن نلن أوسمه على مستوى المملكة، نحن نعلم أن هذه الأوسمة قدمت للشهيدات الثلاث، لكنها تعد حافزا كبيرا لجميع المعلمات والمعلمين على السواء، لأننا شعرنا انه جاء اليوم الذي يكرم فيه المعلم على مستوى المملكة، حيث كان التكريم في السابق يتم على مستوى المنطقة التعليمية أو من مدير المدرسة على انجاز معين، لذا فإن هذا التكريم الكبير يشعر المعلمات والمعلمين بأن الدولة تقدر انجازاتهم وأهمية دورهم. وعن فكرة إطلاق أسماء الشهيدات الثلاث على بعض المدارس الحكومية، قالت «هذا تشريف رائع لنماذج رائعة في بلادنا، ونحن نغبط المعلمات الثلاث على ما قدمن من تضحيات وما نلنه من تكريم من قمة رأس الدولة، وأتمنى أن أقدم لوطني مثل ما قدمن، نسأل الله العلي القدير ألا يحرمهن أجر الشهادة. روح المبادرة ولفتت مديرة المتوسطة ال 61 نجاة الحربي إلى أن روح المبادرة التي قدمتها الشهيدات الثلاث تعود إلى الفطرة السليمة التي تربين عليها وإحساسهن بأن دورهن لا يقتصر على شرح المواد الدراسية فقط، بل يمتد إلى حماية أرواح الطالبات، ولدينا العديد من المعلمات اللواتي قدمن الكثير لكنهن لم يبرزن بالشكل الكافي من الناحية الإعلامية، ونرى أن هذا التكريم جاء بمثابة تأكيد أهمية دور المعلم وتقدير الدولة له. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود قد أصدر أمره بتكريم فقيدات الوطن المعلمات المتميزات وهن: (غدير بنت محمد كتوعة، وريم بنت علي النهاري، وسوزان بنت سالم الخالدي)، اللاتي وافاهن الأجل إثر حريق مدارس براعم الوطن في جدة، وذلك بمنحهن وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، ومكافأة مالية قدرها مليون ريال لكل معلمة، ويأتي ذلك نظير ما قدمنه من تضحيات أسهمت في إنقاذ بناتنا طالبات المدرسة ولما عرف عنهن من تميز وتفان في أداء رسالتهن التربوية، رحمهن الله رحمة واسعة. أعلن ذلك صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد وزير التربية والتعليم في كلمة له خلال حفل تكريم الفائزين بجائزة التميز في دورتها الثانية الذي أقيم مساء يوم أمس الأول بالرياض.