دفعنى الفضول لزيارة جناح مكتوب عليه من الخارج انه لإسرائيل مما جعلني أصر على زيارته مع أن هذا الرأي لم يلق قبولا من زميلاتي في الرحلة إلا أني اؤمن بأن دراسة العدو من أهم الأمور التي تجعلنا على الاستعداد لمجابهته بنفس أسلحته والتصدي لوسائل دعايتها الكاذبة التي تقوم على الاختلاق والتلفيق. لذلك دخلت الجناح للبحث عن ما تعرضه إسرائيل وإذا بي افاجأ بأن الجناح لا يخص إسرائيل من قريب أو بعيد ولكن لبولاندا وهي من دول أوروبا الشرقية التي انضمت مؤخرًا للاتحاد الأوروبي وفي الاستقبال فتاة مهذبة لا تجيد سوى لغة بلدها لذلك وجدت صعوبة عند سؤالي عن أن المعروضات لا تعبّر عن إسرائيل أبدًا حيث إن المعروض صور ضخمة لجبال من الثلج ومناجم الملح وأشكال مختلفة لمعدات وآلات تمثل الأدوات المستخدمة في استخراج الملح وعندما سألت الفتاة عن ما تعرضه إسرائيل في هذا الجناح اشارت لي في ركن قصي من الجناح إنه المكان هو الذي يخص إسرائيل وأن المبنى بالكامل هو لبلدها وإسرائيل مجرد ضيفة في ركن من المعرض ومع ذلك المبنى من الخارج باسم الدولة الضيفة مما يظهر مدى الخداع والابتزازالذي تمارسه إسرائيل على العالم فإن ما عرضه مجموعة من اليهود المناديين بالسلام مع العرب هو شيء بسيط وموحي؛ للحق فقد أُعجبت بالعمل من الناحية الفنية والمضمون الذي يرمز إليه إلا أنه بهذا العمل يسطح ويبسط القضية بين الفلسطينيين واليهود فقد عرضت المجموعة فيلمًا قصيرًا لطفلين في حوالي العاشرة من العمر أحدهما فلسطيني والآخر إسرائيلي يلعبان على شاطئ البحر يرسم الأول حدودا حوله على رمال الشاطئ ويأتي الطفل الثاني ويمحو هذه الحدود ويرسمها حوله هو ويتكرر الفعل بين الطفلين إلى ما لا نهاية. مجموعة السلام الآن التي تتبنى هذا العمل الإبداعى لخصت القضية في هذا الاطار مما يعتبر غشا وخداعا للعالم لأن القضية إذا كانت على هذا النحو كانت قد حُلت منذ زمن بعيد إلا أن الصهيونية مشكلتها أنها لا تعترف بالوجود للشعب الفلسطيني ويريدون خداع العالم بأن اليهود شعب بدون أرض وأرض فلسطين هي أرضهم التاريخية وأن الشعب الفلسطيني ليس له وجود ويمكن طرده من أرض إسرائيل التاريخية وتعويضه بأرض أخرى. القضية ليست بهذه البساطة، لذلك فقد رأيت أننا يجب أن يكون لنا تواجد أكبر كما حدث من دول الربيع العربى فقد أثّرت هذه الثورات أيضًا في المجتمع الإسرائيلى المجيش، حيث خرجت الجماهير بداخل إسرائيل تطالب بالعدالة الاجتماعية، لذلك مطلوب من الفلسطينيين أن يكون لهم تواجد أكبر في المحافل الدولية بأعمالهم الفنية وصور عن جرائم إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.