دائمًا ما كنت أقول بأن المثقف السعودي هو ذلك المثقف الذي لا يملك دورًا حقيقيًّا يجسد معنى المثقف، وهو دور منسحب ومهزوم، فيما يقف الداعية وصاحب الخطاب الديني صاحب الحضور القوي والتأثير الواضح على المجتمع. آن الأوان للمثقف السعودي ليكون له دور مضيء وخلاق، وهو ما ينبغي أن يؤسس له ملتقى المثقفين السعوديين القادم، وأن يتحول هذا الملتقى إلى نقطة مفصلية في صياغة مرحلة ثقافية جديدة تخرج الثقافة المحلية إلى دوائر أكثر اتساعًا وشمولاً وتكريس مفهوم الثقافة خاصة في ظل التحولات الكبيرة والضخمة التي تمر بها الأمة العربية، وذلك من أجل ثقافة وطنية عميقة. وأتمنى أن تكون مداولات هذا الملتقى وتوصياته تلامس قضايا تتعلق بالوطن حاضره ومستقبله، كما أتمنى أن يخرج المثقف من البيروقراطية وألا يتحول الى واجهة فقط، فالفعل الحقيقي لا يتأتى إلا بتضافر كل النخب والبعد عن الشخصنة والوجاهة.. وعمومًا أنا متفائل بالملتقى القادم نظرًا للحاجة الملحة بأن يكون ملتقًى حقيقيًا. * إعلامي