على إشارة شارع فلسطينبجدة رأيناه يطرق زجاج السيارات ويستجدي المارّة بدموع طفولية بريئة. لم يتهيّب كاميرا «المدينة» بل ركّز كل مخاوفه فى جدّة الذى ينتظره ب «السياط» في مسكنه بحي الشرفية إذا لم يأت ومعه الريالات «المشبعة». قال الطفل نبيل (يمني الجنسية) - راويًا قصة قدومه إلى جدة -: أتيت إلى جدة منذ أسبوع فقط عن طريق البر بسيارة كامري وقبل مركز الشرطة نزلنا أنا وأبناء عمي وقفزنا الشبك وكان ينتظرنا صاحب السيارة ليوصلنا منطقة الدغاري في عسير، وأكمل نبيل: دفعت مبلغ 1200 ريال إلى جدي وهو الذى أوصلنا بعد ذلك إلى جدة لأسكن معه فى حى الشرفية وقال: إن جدي يستثمرنى لجني الأموال، فلقد قال لي: «اذهب فتسوّل قيمة كرتون ماء وبعها في الإشارة» وها أنا أمامكم أتسوّل لكي أجمع مبلغ كرتون مياه. لا تبلغوا عنيّ الشرطة، فلقد جمعت حتى الآن 10 ريالات وبقي ريالان فقط وأخشى أن لو لم استجمع المال أن يضربني جدّي بالسياط». من جهته أكد مصدر مسؤول فى مركز الأطفال المتسولين أن المركز قام بترحيل 6767 طفلاً لبلدانهم وتسليم 1611 إلى ذويهم منذ افتتاح المركز حتى نهاية شهر رمضان الماضي، وقال إن المركز يعمل بالتعاون مع بقية الجهات المعنية للحد من ظاهرة تسول الصغار.