عبرت أمس الأحد، آخر قافلة من الجنود الامريكيين الحدود من العراق الى الكويت، منهية رسميا انسحاب القوات الامريكية بعد نحو تسع سنوات من الحرب والتدخل العسكري والذي اودى بحياة نحو 4500 امريكي وعشرات الالاف من العراقيين. يأتي ذلك، فيما اعلن مسؤول عراقي رفيع المستوى أمس ان رئيس الوزراء نوري المالكي طلب من البرلمان «سحب الثقة» من نائبه صالح المطلك بعدما وصفه في مقابلات صحافية بانه «ديكتاتور اسوأ من صدام حسين». وسار، آخر طابور مؤلف من نحو 100 مركبة مدرعة عسكرية امريكية تقل 500 جندي امريكي عبر صحراء العراق الجنوبية على امتداد طريق رئيسي خال الى الحدود الكويتية. وأطلقت آخر دفعة من الشاحنات العسكرية وهي 25 شاحنة أبواقها وعبرت الحدود في وقت مبكر أمس وكان أفراد أطقم تلك الشاحنات يلوحون للجنود الآخرين. وقال رودولفور روتش بينما لاحت الحدود على الأفق: «لا يمكنني انتظار الاتصال بزوجتي وأبنائي لأبلغهم أنني بخير»، وبعد ذلك قال لرجاله إن «المهمة انتهت». وقال «يا رفاقي.. لقد نجحتم». وبالنسبة للرئيس باراك أوباما فإن انسحاب الجيش هو تنفيذ لوعد قطعه في الحملة الانتخابية للرئاسة بإعادة الجنود إلى الوطن من صراع ورثه عن الرئيس السابق جورج بوش وهي الحرب الأقل نيلا للتأييد الشعبي منذ حرب فيتنام وأضرت بمكانة الولاياتالمتحدة في أنحاء العالم. وبالنسبة للعراقيين فإن انسحاب القوات الأمريكية يضفي شعورا بالسيادة، لكنه يزكي المخاوف من احتمال انزلاق البلاد مرة أخرى إلى العنف الطائفي الذي أسفر عن مقتل الآلاف في أوجه خلال 2006-2007 . وما زالت حكومة المالكي التي يقودها الشيعة تسعى جاهدة لتحقيق تقاسم دقيق للسلطة بين الشيعة والأكراد والسنة.