أفاد جنود سوريون منشقون أن قادة عسكريين سوريين أمروا بإطلاق النار عشوائيًا على متظاهرين عُزّل، وفقًا لما نقلته منظمة «هيومن رايتس ووتش» في تقرير نشر أمس عن هؤلاء الجنود الذين ذكروا أسماء 74 قائدًا ومسؤولاً قاموا بذلك. وفيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن منشقين عن الجيش قتلوا 27 جنديًا على الأقل من الجيش وقوات الأمن في سلسلة من الاشتباكات في محافظة درعا بجنوب البلاد فجر أمس. أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس أن العراق سيرسل وفدًا إلى سوريا لطرح مبادرة عراقية تهدف إلى فتح حوار بين المعارضة والحكومة السورية. وأضافت المنظمة الدولية أن هؤلاء «القادة والمسؤولين بالجيش السوري وأجهزة المخابرات السورية» الذين أوردت أسماءهم «يزعم أنهم أمروا أو صرحوا أو تغاضوا عن عمليات القتل الموسعة والتعذيب والاعتقالات غير القانونية خلال المظاهرات. وتابعت «هيومن رايتس ووتش» أن تقريرها الذي يحمل عنوان «بأي طريقة! مسؤولية الأفراد والقيادة عن الجرائم ضد الإنسانية في سوريا» ويقع في 88 صفحة، يستند إلى «أكثر من ستين مقابلة مع منشقين من الجيش والمخابرات السورية». وأوضحت أن «جميع المنشقين الذين قابلتهم قالوا إن قادتهم أعطوهم أوامر مستمرة بوقف المظاهرات السلمية في شتى أنحاء البلاد بأي طريقة». وقالت إن المنشقين «قدموا معلومات تفصيلية عن مشاركة وحداتهم في الهجمات والانتهاكات بحق المواطنين السوريين والأوامر التي تلقوها من القادة والمسؤولين في مختلف المستويات والمناصب». ودعت المنظمة إلى «إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية وفرض عقوبات على المسؤولين المتورطين في الانتهاكات». وصرحت آنا نيستات نائبة مدير قسم الطوارئ في «هيومن رايتس ووتش» التي شاركت في كتابة التقرير أن «المنشقين أعطونا أسماء ورتب ومناصب من أعطوهم الأوامر بإطلاق النار والقتل». وأكدت أنه «لا بد من أن يتحمل كل مسؤول مذكور في التقرير بغض النظر عن رتبته أو مستواه مسؤولية ما ارتكب من جرائم بحق الشعب السوري وعلى مجلس الأمن أن يضمن المحاسبة بإحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية». ونقل التقرير عن أحد الجنود الفارين ويدعى أمجد وخدم في درعا، قوله إنه «تلقى أوامر شفهية مباشرة من القائد في وحدته بفتح النار على المتظاهرين في 25 أبريل». وأضاف أن «قائد فوجنا العميد رمضان رمضان كان لا يخرج معنا عادة ويبقى خلف الخطوط الأولى لكن هذه المرة كان يقف أمام اللواء بأكمله وقال «استخدموا النيران الثقيلة. لن يطلب منكم أحد تفسير استخدامها». وتابع الجندي «في العادة يفترض بنا أن ندخر الطلقات لكن هذه المرة قال «استخدموا ما شئتم من الطلقات» وعندما سأله أحدهم على من نطلق النار قال «على أي شيء أمامكم». وأكد الجندي أن «نحو أربعين متظاهرًا قتلوا في ذلك اليوم». وقالت هيومن رايتس ووتش أن «أقوال المنشقين لا تدع مجالاً للشك في أن قوات الأمن السورية ارتكبت انتهاكات موسعة وممنهجة، شملت القتل والاحتجاز التعسفي والتعذيب، كجزء من سياسة للدولة استهدفت السكان المدنيين وهذه الانتهاكات تعتبر جرائم ضد الإنسانية». إلى ذلك، قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي: «ساعقد اجتماعًا لإعداد الخطط لإرسال الوفد إلى سوريا لتنفيذ مبادرة العراق». وأوضح أن مبادرة العراق تهدف إلى فتح حوار بين أطراف المعارضة السورية من جهة والحكومة السورية من جهة أخرى للوصول إلى نتائج مرضية للجانبين. وتابع المالكي أن «الولاياتالمتحدة وأوروبا متخوفتان من مرحلة ما بعد نظام بشار الأسد لذا تفهموا المبادرة» العراقية. وكان علي الموسوي مستشار رئيس الوزراء العراقي أكد في وقت سابق أن السلطات العراقية دعت المعارضة السورية لزيارة بغداد بهدف القيام بوساطة بينها وبين النظام السوري، موضحًا أن المعارضة ردت إيجابًا على هذا الاقتراح.