عاودت أزمة أسعار الأسمنت إلى الظهور مرة أخرى في محافظه جدة، بعدما شهدت استقرارًا والتزامًا في أسعار البيع خلال الفترة الماضية. وتبادلت الاتهامات بين الموزعين والشركات المصنعة حول السبب الرئيس لزيادة الأسعار إذ وصل سعر بيع الكيس إلى 19 ريالًا. وأعرب مواطنون عن استيائهم من عدم استقرار الأسعار، مشيرين بأصابع الاتهام إلى الموزعين، والسماسرة الذين يتحكمون في السوق، ويتسببون في رفع الأسعار. ويقول المواطن محمد عريشي: بعد استقرار وهدوء سوق الأسمنت، والتزام الجميع ب14 ريالًا للكيس، عاد ارتفاع الأسعار مرة أخرى، إذ توجهت اليوم «أمس» لأكثر من موقع، لأجد أن السعر السائد هو 17 ريالًا، وأكثر من ذلك حيث وصلت في أماكن 19 ريالًا والشيء الغريب أن البيع يتزايد ومستمر نظرا لاحتياج البعض إلى الأسمنت. ويقول المواطن فهيد الجهني: الموزعون يتعمدون رفع الأسعار بسبب عدم وجود رقابة بشكل يومي، مشيرًا إلى أن الرقابة في وقت الأزمة السابقة عملت على إعادة استقرار السوق، أما الآن فمن الملاحظ أن بعض العمالة الوافدة هي التي تتحكم في السوق. وأضاف: للأسف هناك سماسرة يستقبلون المستهلك من بداية السوق ويسألون عن الكمية التي يريدها ويعتمدون على تخفيض سعر الأكياس ورفع سعر الحمولة وهذه سياسة أخرى يتخذونها وأنا واحد ممن التقى بهؤلاء. أما محمد الحربي فأشار إلى أن السبب يعود إلى قلة الرقابة، والحملات التفتيشية، حيث يرى أن السوق مفتوح وتم تحديد الأسعار من وزاره التجارة ولكن السماسرة يستغلون ضعف الرقابة، ويلعبون في الأسعار، مستغلين حاجة المواطنين لهذا المنتج الحيوي، والضروري للبناء، وأضاف: السماسرة لم تعجبهم سياسة مراقبة السوق واستغلوا الوضع ورفعوا الأسعار. من جهته أخرى اتهم عدد من الموزعين أصحاب المصانع بأنهم يقومون بتعطيلهم والتخفيف من الكميات المطلوبة حيث تقوم الشركات المصنعة بتعطيل الحمولة إلى قرابة 3 و 4 أيام -على حسب قولهم- مشيرين إلى أن الشركات تتعمد تخفيض الكميات من 600 إلى 500 كيس ورفع السعر من 12 ريالًا إلى 13 ريالًا -على حسب قول الموزعين- مطالبين الجهات الرقابية الالتفاف حول الأزمة التي انتشرت بالأسواق المحلية في الفترة الأخيرة يقول الموزع محمد إبراهيم: انه يقوم بعرض أكياس الأسمنت بسعر 17 ريالًا والأسباب تعود إلى تعطل الشركة الموردة بالتحميل ورفع السعر، وكل يوم تأخير يساوي رفع في سعر الأكياس لأن العامل ينتظر 3 أو 4 أيام بدون تحميل وبيع للأسمنت وحينها يقوم برفع السعر على المستهلك لكي لا يخسر الموزع. ويقول الموزع احمد احد الموزعين في سوق بن لادن جنوبجدة: إن سبب ارتفاع الأسعار يعود إلى تأخر الحمولة من الشركات المصنعة للأسمنت؛ لأنها تتأخر في توزيع الحمولة المقررة، الحمولة وتزيد بأسعار الأكياس وتخفيض العدد المقرر. من ناحته أكد سفر ظفير مدير شركه أسمنت الجنوبية أن سبب ارتفاع الأسعار يعود إلى الموزعين أنفسهم، رافضًا في نفس الوقت أن الشركات هي من تسببت في رفع الأسعار، وقال: الأسعار ثابتة مثل ما هي عليه ولكن تأخر الطوابير، عند بوابات الشركات جعلت الموزعين أنفسهم يفكرون في رفع الأسعار، ويوجهون اتهاماتهم إلى الشركات وهذا الكلام غير صحيح فجميع الشركات لم تقم برفع أسعار الأسمنت ولم تخفض الحمولات ولا أعداد الأكياس، مؤكدًا أن الشركات ملتزمة بأسعار البيع، ولا توجد زيادة في الأسعار.