بالرغم من أن السنوات بحساب الزمن لا تعدو الخمس فقط، فإنها منذ تأسيسها في العام 2007م، نالت صيتًا وسمعة ومكانة.. أجنحة عربية للفنون الجميلة عطاؤها الفني في الساحة الإبداعية تجاوز هذا العمر بكثير، ففي هذه السنوات القصار من عمر الزمن، استطاعت هذه المؤسسة أن تثبت حضورها في المشهد الفني والتشكيلي، ليس على مستوى المملكة العربية السعودية فحسب، بل حتى في المشهد العربي، محققة بذلك مسماها الذي اتخذته «أجنحة عربية» فكانت بحق أجنحة عربية للتطواف جمالًا وإبداعًا، وكانت أجنحة عربية قوامها الفن، ومحركاتها الجمال، وساحتها الفضاء العربي المتسع بلا قيود، أثبتت مكانتها وحضورها، مدعومة في ذلك من قبل عدد من الجهات الداعمة لهذه المؤسسة الإبداعية، غير أن أكثر دعم يصل إلى هذه المؤسسة مصدره مبادرات عبداللطيف جميل الاجتماعية، هذه المبادرات التي أسهمت بشكل كبير في مساندة كل ما من شأنه أن يقدم جديدًا في الساحة، ويظهر الإبداع الحقيقي للإنسان السعودي عامة، وشبابه بصورة خاصة، فكان دعمها من هذا الباب لمؤسسة أجنحة عربية، بما جعل منها واحدة من المؤسسات التي يشار إليها بالبنان في مشهدنا التشكيلي والفني في الوقت الراهن.. نمو الفكرة لقد نمت فكرة هذه المجموعة في مخيلة الفنان المهندس محمد بحراوي والأستاذة نجلاء فلمبان، فعملا بجهد لجعلها قائمة على أرض الواقع، ومن ثمّ تخيّرا مجموعة من الفنانين والفنانات البارزين في ساحتنا التشكيلية، ليقفا معهما في هذا المشروع الفني الكبير، فكان أن التف حولهما الفنانون والفنانات: نجوى قربان، هشام بنجابي، ضياء عزيز، زهير طولة، محمد الرباط، خالد الأمير، محمد الجاد، أحمد القاضي، أحمد حسين، علي الحسن، سعود محجوب، سلطان منديلي، هناء بانعمة، دعاء شعلان، أحمد الأحمدي، فهد خليف، مؤيد حكيم، عبدالمحسن الراشد، وأيمن حافظ.. هدف جوهري وإنجازات هذه المجموعة آلت على نفسها أن ترفع من قيمة «أجنحة عربية»، بحيث تصبح رقمًا مهمًا في الساحة التشكيلية، متفقة على هدف جوهري لها مفاده نشر ثقافة الفنون الجميلة بصورة واسعة على الصعيد المحلي والدولي.. هذا الهدف العريض والكبير وضعت له المجموعة عدة آليات لتحقيقه تتمثل في المحاضرات المتعددة، والورش الفنية المختلفة، والمعارض الفنية غير المحددة بنمط واحد من الفنون الجميلة.. وعلى هدى هذه الموجهات والأهداف مضت مسيرة هذه الجماعة، فاكتسب الصيت والسمعة في زمن قياسي، محققة الكثير والكثير من المنجزات التي قصر الآخرون عن تحقيقها في هذا الزمن الوجيز، ولعل أبرز ما أصبح يميز هذه المجموعة أنها استطاعت أن تحدد وتضع منذ وقت مبكر جدولًا زمنيًا معدًا سلفًا ومسبقًا يشتمل على نشاطاتها التي تقام بصورة دورية وسنوية.. مما يكشف عن احترافية عالية في النهج الإداري الذي تتعامل به هذه المجموعة، فهذا الجدول الزمني المسبق للفعاليات يعطي الساحة الفنية والتشكيلية المساحة للاستعداد وتجويد الأعمال المزمع إقامتها وفق الزمن المجدول، كما وأن الجهات الإعلامية المتابعة للشأن الفني والتشكيلي ستكون على علم مسبق بهذه النشاطات بما يمكنها من تحضير نفسها بصورة جيدة لتغطية هذه الأحداث والنشاطات الفنية المهمة، إضافة إلى أن المطبوعات التي تقدمها أجنحة عربية عادة ما تكون في غاية الجمال، وبلمسة فنية وإخراجية مختلفة عن السائد والمطروح في الساحة، وما كان لهذه المجموعة أن تحقق هذه الطفرات الكبيرة، لولا أنها تعتمد في ذلك على لجنة استشارية تقوم بهذا العمل الكبير. وليس الجدول المعد سلفًا بفعاليات «أجنحة عربية» هو ما يميزها عن غيرها، فخلال هذه المدة المتصلة بالسنوات الخمس استطاعت هذه المؤسسة أن تكسب عضوية أكثر من (100) عضو انتسبوا إليها جمالًا وإبداعًا، وأسهموا معها في نجاحاتها المتصلة، حيث لم تغلق الجماعة باب العضوية على أعضائها المؤسسين فقط، بل تركت الباب مفتوحًا لكل راغب في الانضمام على أن يكون فردًا ذا عطاء ملموس، جهد فني معروف، فليس الأمر زيادة عدد فحسب، بل قيم جمالية مضافة، وأسماء يجب أن تكون وقودًا لحركة «الأجنحة» في فضاء تحليقها الإبداعي.. كما استطاعت الجماعة في هذه الفترة أيضًا من إنشاء قاعة عرض خاصة بها، كما أصبحت لها قاعة للمحاضرات وذلك سعيًا نحو تحقيق هدفها الأساسي ألا وهو إشاعة الثقافة البصرية على أوسع نطاق ممكن، الأمر الذي كان يتوجب معه أن يكون لها مصدر إشعاع لذلك ممثلًا في قاعة العرض المسماة «دار حسين»، وقاعة للمحاضرات تتسع ل (100) شخص، كذلك شرعت المجموعة في ذات الإطار إلى إصدار كتب عن الفن توزع داخل وخارج المملكة، مما مكنها الآن من إقامة فعالياتها دون أن تلقي بالتبعة المالية على المنتسبين لها من الفنانين، حيث تعمد إلى ريعها من هذه الإصدارات في تمويل فعالياتها، وتكتفي بإقرار رسوم العضوية فقط على الفنانين المنتسبين للجماعة. ريشة مبدعة أما الحدث الكبير والذي ظلت الساحة التشكيلية والفنية تترقبه سنويًا من هذه المؤسسة فيتمثل في مسابقتها السنوية والتي تحمل عنوان «ريشة مبدعة».. والذي وُلد عملاقًا منذ ثلاث دورات خلت، كما أن الجماعة أدهشت الساحة الفنية مؤخرًا وهي تقدم تجربة جديدة من نوعها في الساحة التشكيلية تمثلت في «إصدار نادر 2011م»، والذي جمعت فيه أعمالًا لعدد من روّاد الفن التشكيلي السعودي، مستصحبة معه إقامة معرض لهؤلاء الروّاد في خطوة وجدت الإشادة الكبيرة من متابعي الفن التشكيلي، كما شاركت الجماعة في عدد من المعارض الخارجية ومن بينها معرض دولي بدبي، وآخر بالقاهرة، فضلًا عن إقامتها ومشاركة أعضائها في العديد من الورش الفنية المتعددة والمختلفة. وتستعد الجماعة حاليًا لتنظيم مسابقتها السنوية «ريشة مبدعة 2011م»، ومزاد جدة آرت 2011م، وإصدار نادر 2012م، والمشاركة في المعرض الفني الدولي بالكويت. إن الميزات التي تتمتع بها مؤسسة أجنحة عربية للفنون الجميلة عديدة وكثيرة، ففي عضويتها تتلاقح الأفكار المختلفة، ولا تنعقد بينها حواجز بسبب «الجندر» ففي هذه المجموعة هناك خمس عضوات فاعلات، والعدد مرشح للزيادة أيضًا خلال هذا العام، كما أن العضوية فيها محكومة بشرط المؤهل الجيد والنشاط الفاعل والإضافة الفنية ولا شيء غير ذلك، أما في إطار تكوينها الإداري فهذه المؤسسة يرأسها المهندس الفنان محمد بحراوي، ولها مجلس إدارة مؤلف من مجموعة ونخبة مختارة من الاستشاريين وذوي الخبرة والدراية، وقد أنشأت لها فروعًا في بعض مناطق المملكة ومن بين هذه الفروع فرعها في المنطقة الشرقية والذي يشرف عليه الأستاذ عبدالمحسن الراشد، وفرع منطقة المدينةالمنورة ويشرف عليه الأستاذ مؤيد حكيم وأيمن حافظ، وفرع منطقة مكةالمكرمة ويشرف عليه الأستاذ سلطان منديلي.. كما أن حضورها في المشهد الفني لا يتسم بالجمود والتقوقع حول ذاتها، فنشاطها يتم في الغالب تحت إشراف جمعية الثقافة والفنون، وتفتح نوافذ التعاون مع كل الجماعات والفرق الفنية الأخرى بما يحقق الغاية والهدف من تقدم نشاط فني وتشكيلي يعبّر صادق التعبير عمّا وصلت إليه المملكة العربية السعودية في هذا المجال الحيوي.