أكد فضيلة الشيخ عبدالله بن سليمان بن محمد المنيع عضو هيئة كبار العلماء والمستشار في الديون الملكي إن هناك فرقا بين النصحية المبنية على المناصحة وعلى السر والقبول وتلك المشوبة بالفضيحة وعدم الاعتبار و إنه قد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: «الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم»، وهذا الحديث يدل على أن النصيحة واجبة على كل مسلم بقدر استطاعته سواء كان ذلك نصيحة لنفسه، أو نصيحة لله سبحانه وتعالى من حيث العناية بجلاله، وتقديسه، وتعظيمه، وإخلاص العبادة له سبحانه وتعالى، أو كان ذلك بما يتعلق بكتابه الكريم من حيث العناية به، والأخذ بأمره ونهيه، ووعده ووعيده، وترغيبه وترهيبه، وكذلك النصيحة لرسل الله جميعهم لا تفريق بينهم أولهم نوح عليه السلام، وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم لا بد من الأخذ بما أرسلهم الله سبحانه وتعالى به، وهو إفراده بالعبادة والدعوة إلى ذلك ونبذ الشرك، وكذلك النصيحة لأمة المسلمين سواء كانوا من علماء الشريعة، وممّن يوجهون الأمة التوجيه الشرعي، أو كان ذلك من المسلمين من الجانب الإداري من حيث الولاية والسلطة والسياسة العامة، وكذلك النصيحة لعامة المسلمين من حيث بذل النصح والمحبة والمودة والتوجيه طبقًا لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه»، وفي نفس الأمر النصيحة يجب أن تكون مبنية على آدابها المقتضية قبولها، والأخذ بها، والنظر في مصداقيتها، وهذا لا يكون إلاّ إذا كانت مبنية على المناصحة، وعلى السر، وعلى أن لا تكون مشوبة بالفضيحة. فمتى كانت النصيحة مشتملة على مثل هذه الضوابط فهي النصيحة الشرعية، وإذا كانت مشتملة على فضائح وإشاعة وتشويه، ونحو ذلك فهذه ليست نصيحة، وإنما فضيحة فلا شك أنها محل رفض وتقزز، ومحل إسقاط، فيجب أن نفرق بين النصيحة المبنية على القبول، وعلى النصيحة المبنية على الرفض، وعدم الاعتبار والله أعلم.