* منذ زمن والتدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية في إجمالها ودول الخليج على وجه الخصوص واضحة وضوح الشمس لأن مرتكز السياسة الإيرانية منذ ما قبل الإسلام وإلى يومنا هذا تجاه العرب «عنصري» بحت. وبعد ثورة الخميني ازداد التدخل بحجج عديدة في عمقها التنافس على المرجعية الشيعية التي كان مركزها النجف وكربلاء العربيتين لتتحول إلى قم الإيرانية. * وجدت إيران بكل أسف لها من بين أبناء العروبة من يقبلون على لافتاتها الدعائية الضخمة والمبهرة التي تبرزها أمام العرب إما بحجة عداوتها لإسرائيل وإما مقاومة للمد الإمبريالي الأمريكي ,بينما واقع الحال وما أثبتته أحداث الأيام أن إيران تسعى إلى الهيمنة على المنطقة بأسرها وإعادة عقارب الساعة إلى أمجادها الساسانية القديمة. * ورغم كل الوضوح ورغم كل الحقائق إلا أن بعضاً من أبناء العروبة لا يزال مصرّاً على سلمية إيران تجاه العرب وصدق عداوتها لإسرائيل وللغرب وهو ما يحزن بحق، فالعقل البشري السليم لا يمكن بأي حال من الأحوال أن لا يصدق عدم تدخل إيران ورغبتها في زعزعة استقرار المملكة بدعمها قبل عام للحوثيين في اليمن أو أن يقبل عدم تدخل إيران الفاضح في شؤون الخليج وتحريض أبنائه ضد دولهم لضمان خلخلة التجانس المجتمعي السائد. * كما لا يمكن لمرء عاقل أن يقبل أن يكون ولاء رئيس حزب عربي كما حسن نصر الله في لبنان أو مرتضى الصدر في العراق لايران حيث يرفعان خلفهما مباشرة وبشكل بارز صور آيات الله الإيرانيين الخميني وخامنئي ولاء لهما على حساب ولائهما المفترض للوطن الذي يقيمون عليه بل يتباهيان وهما عربيان وينتسبان إلى العترة النبوية الشريفة، كما يدعيان، بولاية الفقيه ومرجعية (قم)!!. * المواطنة الحقة والوطنية الصادقة ليست شعارات أو كليشيهات تتردد صباح مساء بل ولاء مطلق لأرض مقدسة وأطهر ما في الدنيا بالقلب والعقل والقول والفعل أما غير ذلك فكلام سرعان ما ينقشع ويتبدد.