تعهدت المعارضة الروسية أمس الأربعاء بتنظيم تظاهرات جديدة بعدما طعنت في نتائج الانتخابات التشريعية التي أعلنت فوز حزب فلاديمير بوتين رغم اعتقال المئات في حملة نفذتها الشرطة على احتجاجات شهدتها موسكو. يأتي ذلك، فيما طالب ميخائيل غورباتشيوف آخر زعيم للاتحاد السوفيتي السابق أمس بإبطال نتائج تلك الانتخابات، وإجراء انتخابات جديدة. وقال: «يتعين على قادة البلاد أن يقروا بأن حالات تزوير عديدة جرت وان النتائج لا تعكس إرادة الشعب». واعتقلت الشرطة الروسية مساء أمس الأول الثلاثاء قرابة 500 متظاهر، بينهم نائب رئيس الوزراء السابق بوريس نمتسوف، أثناء محاولتهم التجمع في موسكو وسان بطرسبورغ للاحتجاج على فوز حزب فلاديمير بوتين في الانتخابات التشريعية. وأفادت الشرطة الروسية عن اعتقال 250 في ساحة تريومفالنايا في وسط العاصمة الروسية وحوالي 200 آخرين في سان بطرسبورغ ثاني اكبر المدن الروسية. وأوضح المتحدث باسم شرطة موسكو «سيحالون إلى مراكز الشرطة حيث سيتم تنظيم محاضر». واعتقل عدد كبير من المسؤولين في حركات المعارضة الروسية في موسكو وبينهم نائب رئيس الوزراء السابق وزعيم حزب بارناس غير المسجل بوريس نمتسوف، وزعيم حزب يابلوكو سيرغي ميتروخين، كما أعلن حزباهما على التوالي. وبعد ساعة، تم الإفراج عن نمتسوف، بحسب ما ذكرت وسائل الإعلام الروسية. وأراد المئات من أنصار المعارضة التجمع وهم يرددون شعارات مثل «روسيا بلا بوتين» و»بوتين إلى السجن» و»يا للعار» اثر نداءات تم بثها على شبكات التواصل الاجتماعي. وتدخلت شرطة موسكو على الفور. وحذرت في البداية المعارضين من أي محاولة تجمع من دون موافقة السلطات. وأعلنت في بيان أن «الذين يحاولون القيام بمثل هذه الأعمال يجب أن يفهموا أنهم سيعتقلون وستجري محاسبتهم عن أعمالهم وفقًا للقانون». إلا أن رجال الشرطة لم يتدخلوا لمنع الناشطين في حركات مؤيدة للكرملين من التجمع في ساحة تريومفالنايا بالذات، مكان التجمع التقليدي للمعارضين. وفاز حزب روسيا الموحدة بزعامة بوتين في الانتخابات التشريعية الأحد وحصل على الغالبية المطلقة في البرلمان لكنه تراجع 15 نقطة إلى ما دون 50% مقارنة بالانتخابات السابقة في 2007، في عملية اقتراع تخللتها خروقات وعمليات تزوير بحسب المراقبين الروس والأجانب والمعارضة، الأمر الذي تنفيه السلطات.