قالت مصادر أمريكية وباكستانية إن القوات الأمريكية اتخذت خطوات لإخلاء قاعدة في باكستان تنطلق منها طائرات دون طيار لشن هجمات في عملية سرية ضد متشددي القاعدة وطالبان، فيما اعتبر خبير شارك في وضع الإستراتيجية الأمريكية الحالية، أنه يتوجب على الولاياتالمتحدة تغيير إستراتيجيتها في باكستان وتبنى «سياسة احتواء». وفي أعقاب ضربة جوية لحلف شمال الأطلسي الشهر الماضي قتل فيها 24 جنديا باكستانيا بطريق الخطأ أمرت باكستان القوات الأمريكية بإخلاء قاعدة شمسي في أقليم بلوخستان بحلول 11 ديسمبر. وبعد تلقي هذا الإنذار -الذي نقل في بادئ الأمر إلى إدارة أوباما في شكل بيان صحفي- بدأت الولاياتالمتحدة الاستعداد لنقل محتمل للعسكريين الأمريكيين من المنشأة. وقال مسؤول عسكري باكستاني -طلب عدم الكشف عن هويته- «هناك نشاط يحدث في القاعدة بسبب المهلة التي أعطيناها للأمريكيين. إنهم ينقلون بعض المعدات ويجلون أفرادا». وأكد مصدران آخران قريبان من الحكومتين الباكستانيةوالأمريكية أن عسكريين أمريكيين بدأوا في تجهيز أفراد ومعدات لمغادرة القاعدة في حال إذا أصر الباكستانيون على مطلبهم. وقال جورج ليتل المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية «لن نعقب بشكل محدد لكننا سنتقيد بالطلبات الباكستانية. وتستخدم قوات أمريكية بما في ذلك وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.ايه) القاعدة الجوية الباكستانية في نقل عناصر عملية سرية أمريكية لمهاجمة تجمعات مشتبه بها لمتشددين مرتبطين بالقاعدة وطالبان وشبكة حقاني باستخدام طائرات دون طيار مسلحة بصواريخ. إلى ذلك، اعتبر بروس رايدل الخبير الذي يتمتع بنفوذ وشارك في وضع الإستراتيجية الامريكية الحالية أنه يتوجب على الولاياتالمتحدة أن تغير إستراتيجيتها في باكستان وأن تتبنى «سياسة احتواء». وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما طلب فور تسلمه السلطة في يناير 2009، من هذا الموظف السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) ترؤس مجموعة عمل مهمتها وضع إستراتيجية جديدة في أفغانستانوباكستان. وهدفت هذه الإستراتيجية إلى إقامة حوار وثيق مع باكستان وتكثيف ضربات الطائرات دون طيار ضد ناشطين متطرفين في المناطق القبلية في شمال غرب باكستان. وقال رايدل إن «هذه الإستراتيجية كانت مهمة في تلك الفترة، لكني أعتقد أنه حان الوقت، وعلى ضوء التطورات الأخيرة، للانتقال إلى سياسة حوار واحتواء». ويعمل رايدل حاليا في معهد بروكينغز للأبحاث في واشنطن. وأضاف أن سياسة جديدة ينبغي أن تهدف إلى «احتواء الطموحات السيئة والتجاوزات للجيش الباكستاني». وقال رايدل: «حاليا، لا نقوم بما فيه الكفاية لجهة مسار الاحتواء. إننا ننزلق فيها وإنما في غياب إطار متناسق»، فيما قال مسؤولون أمريكيون فضلوا عدم الكشف عن أسمائهم أن واشنطن لن تسلك مثل هذا الطريق.