اعتدنا أن يحرر المرور مخالفة ضد المخالفين لأنظمة وقواعد وقوانين المرور ، ومن يتسبب في ذلك فهو يستحق تلك المخالفة ، ونقول في نفس الوقت لإدارة المرور شكراً لحرصكم . أما أن يخالف مواطن إدارة المرور ، فهذه لم نسمع بها من قبل وربما لن نسمع بها من بعد ، ولتكون هذه المخالفة هي تعبيرية غير مادية ، ونص تلك المخالفة هو عدم الرضى والقبول لأداء إدارة المرور ، وتحديداً في مدينة جدة .. هذه المدينة المزدحمة ، والتي تحتوي على أرتال هائلة من المركبات ذات الأحجام المختلفة ، في ظل غياب شبه تام من إدارة المرور ، لا يقبله أحد مهما كان ؛ فما أن نخرج من بيوتنا متجهين إلى أعمالنا متوكلين على ربنا ، نكون قد سلمنا أرواحنا لبارئها ، إذ لا نعلم ماذا ينتظرنا من مفاجآت الطريق ؟! سيارات مهترئة قد انتهت صلاحيتها منذ أمد بعيد نراها تسرح وتمرح في الطرقات بدون رقيب ولا حسيب ، وأطفال لم يصرح لهم بالقيادة يصولون ويجوبون أصقاع الأرض في غياب تام من إدارة المرور ، ناهيك عن سائقي الشاحنات (الوافدين) وقد ضرب بعضهم بقوانين وأنظمة المرور عرض الحائط ، غير مدركين تبعات تصرفاتهم الرعناء ، ولا عتب عليهم طالما لا يجدون رادعا يردعهم .. سيارات مهترئة ، وإضاءات المركبات محطمة ، وقل أن تجد طريقا مطروقا إلا وفيه سيارة قد تلف مقدمها أو مؤخرها بسبب الحوادث المرورية .. ولن نتحدث عن نظام ساهر الذي اثبت فشله الذريع ، واصبح هدفه ماديا وليس توعويا .. والسؤال يا إدارة المرور بجدة متى سنحظى بطرقات آمنة للقيادة ؟! فإنه لزاماً عليكم مقابل ما جنيتم من إصدار الرخص أو تجديدها أن توفروا لنا بيئة آمنة صالحة للقيادة .. فنرجو منكم تقبل هذه المخالفة بصدر رحب ، كما يتقبل بعض المواطنين مخالفاتكم بصدر قد ملأه الحسرة والغبن إذ الكفتان ليستا متعادلتين .. أنور عبدالرحمن الأحمدي - جدة