قال - يا سادة يا كرام - خذوا ما شئتم من مقالاتها ودعوا ما شئتم فإنها تنظر إلينا من عيون لندنية ومن ينظر من بلاد الإنجليز الى حياتنا سيرى كل شيء أزرق كزرقة عيون أهلها .. *** الحقيقة أنه يحدث في كل مرة أغادر جدة بحقيبتي الصغيرة.. يخبرونني هناك...في المطار.. إني...أحمل ...وزناً زائداً ثم يكتشفون ان مرجع هذا الوزن لملصق دائماً انساه على سطح حقيبتي يقول .. ((رغم أحزانك ..ووجعك يامدينتي..تبقين.. جدة غير)) *** جدة لأنك غير... انتشر فيك كالجراد هؤلاء ال «غير« احتوتهم أسواقك...وأبراجك...ومكاتبك وثنايا أضلعك يقرضون الخوف ..ويقرضهم انتظار الوطن.. الساعة 2012بتوقيت اليأس...ولم يصلكِ حتى الآن... قطار السعودة ... *** جدة أنت كبيرة دائماً...وتكبرين.. و نحن مازلنا نصرّ.. أن نبقى صغاراً .. *** أخبروني إنه في الأمس القريب انزلقت بعض حبات المطر من سماء جدة على وجوه أبنائها و قالوا لي أيضا... إن الوجوه بفعل المطر...أصبحت صفراء استغربت فما أعرفه إن ماء المطر .. لا لون له .. *** كنا نسمع أن البعض يخاف من المطر وغالبا يحتاج الى معالج ليحلل تراكمات هذا الخوف ولكن ماذا حين يكون الخوف جماعيا فمن تراهُ قادراً على إزالة تراكمات مدينة بأكملها .. *** هنا لندن وأنا هنا أيضا... ضيفة على شوارعها الحاضرة لتخبرك بأي لحظة عن ماضيها.. ومستقبلها و صحافتها الجريئة .. تعلمك مع الأيام ان الحقيقة عارية لا تحتاج الى ملابس جريئة ..أو بريئة و أمطارها التي سرعان ما تسيل بنعومة رغم خدودها المتصابية كل ذلك يشدني لاستدعاء جدة .. مآقي جدة وما خطه الحزن على شبابها الهرم من أخاديد وأطفالها الذين ارهقوها يمسحون زجاج نوافذها بدموعهم المتسخة عند اشارات المرور.. و قططها تقفز من غرز القمامة لتبعثر برعونة ما تبقى بحقيبتها من كبرياء وطيش جماهير الأهلي والاتحاد.. و فوضى أهازيج الشباب في اليوم الوطني .. لأعلن من هنا إني أحب هذا كله لكن لماذا أعترف..الآن.. أتراهُ اعتراف تحت ..الحنين.. *** من هنا أستطيع أن أراكِ يا عروسي تطلين على البحر الأحمر و هو يحاول عبثًا.. أن يغتسل بك ..ويغرقك بعربدة..هواه.. *** من ضباب لندن الصريحة معالمه إلى ضباب جدة الرمادية تباشيره أرسل كلماتي هذه..مع حبي التوقيع: امرأة تحمل مدينتها ...في حقيبتها *** ختاما - في الوطن حلمك أن تحلًق ..خارج الحدود وخارج الحدود..يبقى حلمك يحلًق حول الحدود
آمل عند التواصل عبر ال SMS ذكر الإيميل كاملاً حتى أستطيع التواصل مع رسائلكم.