«شهدت شوارع مدينة الرياض صباح السبت الماضي 166 حادثًا مروريًّا، نتج عنها 4 إصابات، عقب هطول الأمطار التي بللت شوارع العاصمة منذ ساعات الصباح الأولى».. هذا خبرٌ واحدٌ، ليومٍ واحدٍ، لمنطقةٍ واحدةٍ!! في تصريح للعقيد الدكتور علي ضبيان الرشيدي مدير إدارة السلامة في الإدارة العامة للمرور: «بلغت عدد الحوادث المرورية في العام الماضي 60 حادثًا في الساعة الواحدة، ونتج عنها أكثر من 4 إصابات، وحالة وفاة واحدة في كل ساعة»!! أي أن عدد الوفيات قد يصل إلى 8760 وفاة خلال عام واحد بسبب حوادث السير، هذا الرقم المهول يعني بأننا نقترب من الهاوية، مع تزايد أرقام الوفيات عامًا بعد عام، إن من يتم فقدهم سواء بالوفاة، أو الإصابة الشديدة هم ثروة هذا الوطن.. وأوضح: «أن عدد وفيات حوادث السير نتيجة انفجارات الإطارات في العام الماضي بلغت 175 حادثًا، حيث بلغت نسبتها 13%، فيما اكتشفت مصلحة الجمارك قبل عامين أكثر من 250 ألف إطار مغشوش، وتحمل شهادات مطابقة». ترى مَن يتحمل نتيجة هذا الغش التجاري؟؟ إذا كان التاجر هو من أبناء الوطن، فكيف به يقتل، أو يتسبب بقتل أخيه المواطن!! «كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله».. فمن يوقف هذه الجرائم المتعمدة من قِبل بعض التجار الجشعين؟ وهنا نتذكر بحرقة وألم كثرة أخبار الحوادث التي تسود بها صفحات الجرائد بشكل يومي، والتي تزهق فيها أرواح أبنائنا الطلبة والطالبات، وما حادث طالبات حائل عن ذلك ببعيد، حيث فقدنا اثنتي عشرة نفسًا في لحظة واحدة.. فهل من متّعظ، يوقف هذا السيل المتدفق من الحوادث وأعداد الموتى والمصابين، ناهيك عن الخسائر المادية والأضرار النفسية التي تترك أثرها العميق والمؤلم على المدي الطويل.. كما أكد المقدم عبدالحميد العبداللطيف قيادة القوات الخاصة لأمن الطرق: «أن 15% من أسباب الحوادث المسجلة خلال النصف الأول من العام الهجري 1432، نتيجة خلل فني، أو انفجار الإطار، و54% تعود لقائد المركبة كعدم الانتباه، أو النوم، أو السرعة الزائدة، أو التجاوز الخاطئ، أو عكس اتجاه السير، و3% تعود لأسباب تعرجات الطريق، أو الحيوانات السائبة، أو وجود حفريات، و3% تعود لأسباب الطقس كالضباب، أو الغبار، أو الأمطار، و25% لأسباب أخرى». حيث ينطبق عليهم المثل الشعبي القديم: «السكة طويلة، والموتور قرنبع، والسواق عليمي..»!