«مهما كانت الظروف فإن الإنسان قادر على صناعة النجاح وقهر المستحيل.. هذه العبارة لا يرددها محمد سلامة الحمدي فحسب، بل يترجمها على أرض الواقع. فقد استطاع برغم مشواره الصعب في هذه الحياة أن يقهر إعاقته، ويمضي في سير الأيام تدفعه ثقته بنفسه إلى حيث يريد. الحمدي وهو أربعيني متزوج، وأب لثلاث بنات، نشأ في حواري أملج عاشقًا لكرة القدم حتى كانت السبب في إعاقته إثر حادث مروري تسبب في بتر قدمه اليسرى حينما كان في سن الثانية عشر، لكن عشقه للمستديرة وثقته بنفسه جعلته يكسر كل الحواجز ويصر على التغلب على الإعاقة وممارسة عشيقته برغم الألم التي تسببت به. وقد أكمل مراحل تعليمه الأساسية، ويمارس الآن حياته اليومية كأي إنسان لا يعاني من الإعاقة، لكنه فشل في الحصول على عمل، وكان لإعاقته دور في أزمته ومعاناته. ولم يخفِ عشقه لكرة القدم حتى بعد أن تسببت في إعاقته فقد عاود مداعبتها بكل براعة متحديًا أقرانه من عشاق المستديرة وقد حقق الكثير من البطولات والميداليات على مستويات عدة. واستطاع أن يدهش مَن حوله بتميّزه واحترافه، فقد أصبح فنانًا من غير تشكيل، ذو طموح كبير ومثاليًّا يحمل من الغيرة على مجتمعه ووطنه الشيء الكثير. ويقول محمد: «إذا أحببت شيئًا فإنك تستطيع أن تصنع المستحيل في سبيل تحقيق الهدف الذي تسمو إليه»، ويوجه رسالته لمسؤولي الأندية، وعلماء الدين بجلب واستحواذ الشباب ومجالستهم وتوجيههم إلى الطريق السليم الذي يجنبهم الفتن والمخاطر، وقد استطاع أن يجسد صور الكفاح كرسالة هامة لمَن أراد أن يوقف سير حياته، وييأس من الأمل والحياة وهي رسالة صريحة للمقلين من طموح وقدرة المعاق.