بدأت بريطانيا أمس الأربعاء، إجلاء أفراد طاقمها الدبلوماسي من إيران، غداة اقتحام سفارتها في طهران من جانب متظاهرين مقربين من النظام، في هجوم أثار احتجاجات دولية وندد به بشدة مجلس الأمن في بيان انتقدته إيران واصفة إياه «بالمتسرع». وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية: «نتيجة لأحداث الأمس (أمس الأول) ومن اجل ضمان أمن الدبلوماسيين فإن أفرادًا من الطاقم الدبلوماسي يغادرون طهران». وأضاف المتحدث «أوضح رئيس الوزراء ديفيد كاميرون ووزير الخارجية وليام هيغ جليًا أن سلامة طاقمنا وأسرهم تبقى أولويتنا الراهنة». وكان العشرات من المتظاهرين المتشددين هاجموا السفارة البريطانية في طهران وقاموا باحتلالها وتخريبها الثلاثاء مطالبين بإغلاقها. وأبقى على الطاقم الدبلوماسي بالسفارة، الذي ناهز عددهم نحو عشرين شخصًا، في مكان آمن داخل المقار الدبلوماسية ولم يصب أي منهم بجروح. وأثار الهجوم إدانات دولية، حيث أدان مجلس الأمن الدولي الحادث «بأشد العبارات الممكنة» في الوقت الذي أعربت فيه طهران عن «أسفها». وندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس باقتحام السفارة البريطانية في طهران وتخريبها. وقال المتحدث باسمه: إن «الأمين العام أعرب عن صدمته وسخطه للحادث الذي جرى في طهران واقتحم خلاله متظاهرون السفارة البريطانية واحتجزوا موظفين فيها رهائن لفترة قصيرة ودمروا ممتلكات فيها». وأوضح البيان أن الأمين العام أعرب عن مشاعره هذه خلال اجتماع عقده مع وزير التنمية الدولية البريطاني اندرو ميتشل على هامش مؤتمر في كوريا الجنوبية. ورحب الأمين العام بإدانة مجلس الأمن الدولي للهجوم، ودعا السلطات الإيرانية للتحقيق في الحادث وضمان عدم تكراره. كما أعربت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن «إدانتها الشديدة»، مطالبة السلطات الإيرانية بحماية الدبلوماسيين الأجانب المعتمدين لديها. ووصفت كلينتون للصحافيين على هامش مؤتمر في كوريا الجنوبية الهجوم الإيراني بأنه «إساءة ليس فقط للشعب البريطاني بل أيضًا للمجتمع الدولي»، جاء تصريح كلينتون بعد حث الرئيس الأميركي باراك اوباما في واشنطنطهران على «محاسبة المسؤولين» عن اقتحام السفارة البريطانية. إلى ذلك، نقل التلفزيون الإيراني الحكومي عن لاريجاني قوله أمام مجلس الشورى: إن بريطانيا مسؤولة عن تأجج المشاعر التي قادت لتلك المشاهد العنيفة. وخلال الاقتحام هتف محتجون مقربون من النظام «الموت لبريطانيا» حيث مزقوا العلم البريطاني وخربوا ممتلكات السفارة وسرقوا منها مستندات. وقال لاريجاني: إن «التحرك المتسرع في مجلس الأمن لإدانة الحركة الطلابية يرمي إلى التغطية على الجرائم التي اقترفتها بريطانيا وأميركا قبلا، ويأتي ذلك رغم محاولة الشرطة الإيرانية الحفاظ على الهدوء». وأرجع ما قام به المحتجون إلى غضبهم من مسلك الحكومة البريطانية. ووصفت روسيا (الحليف الرئيس الأقرب إلى إيران)، الهجوم على السفارة ب»غير المقبول». وكانت وحدات الشرطة المكلفة بحماية الدبلوماسيين استغرقت عدة ساعات لتحرير ستة دبلوماسيين حوصروا من جانب مئات المحتجين داخل إحدى البنايات التابعة للسفارة البريطانية بشمال العاصمة طهران، حسبما أفادت وكالة فارس الإيرانية للأنباء بدورها أعلنت الحكومة النرويجية أمس، أنها أغلقت سفارتها في طهران. وقالت الناطقة باسم الخارجية النرويجية هيلده شتاينفيلد: إن الدبلوماسيين النرويجيين ما زالوا في طهران ولم يتخذ بعد قرار بإجلائهم.