في ملحق الأربعاء الصادر عن جريدة «المدينة» وفي الخامس من أكتوبر 2011م... نشر الأستاذ/ عبدالبديع اليافي، بحثًا ضافيًا بعنوان (مصادر تاريخ مدينة جدة). وقد أوجز الأستاذ اليافي في بحثه ذاك تاريخ مدينة جدة بدءًا بإهباط حواء في أرضها واتخاذها دارًا لها في حياتها ومثوى لرفاتها بعد مماتها طبقًا لما تحدثت به الأساطير وكتب التاريخ منذ نهاية القرن الخامس الهجري. بعد ذلك أشار الأستاذ/ اليافي، إلى اتخاذ قبيلتي قضاعة وثمود من جدة سكنًا لهما... ثم عرج بعدها إلى الإشارة إلى أن جدة كانت مستودعًا لتجار مكة قبل البعثة المحمدية. • بيد أن الأستاذ/ اليافي، جانبه التوفيق فيما أشار إليه حول تاريخ بناء مسجد عثمان بن عفان إبان خلافة عمر بن الخطاب حيث أكد ما يلي: كبرت جدة خلال خلافة عمر بن الخطاب... وتم بأمره بناء مسجدين في هذه المدينة وهما مسجد الشافعي (المسجد العتيق) والآخر مسجد عثمان بن عفان (مسجد الأبنوس). وأتمنى أن يوطن الأستاذ/ اليافي، نفسه على سعة الصدر فيما يلي من مداخلات: أولًا: لا خلاف على ما يتعلق ببناء المسجد العتيق (مسجد الشافعي) في خلافة عمر بن الخطاب... بيد أنه لا يوجد دليل مادي يؤكد صحة ما ذهب إليه الأستاذ اليافي حول صدور أمر الخليفة ببناء المسجد المذكور. ثانيًا: إنني أختلف مع الأستاذ اليافي حول تاريخ بناء زاوية عثمان بن عفان في خلافة ابن الخطاب مستندًا في ذلك إلى ما أورده علاّمة جدة ومؤرخها الأشهر محمد أفندي نصيف بالنص التالي:: (إن نسبة بناء مسجد عثمان بن عفان إلى عمر بن الخطاب مستبعدة لأن بلدة جدة إنما اتخذت مدينة بعد خلافة عمر بن الخطاب أي في خلافة عثمان بن عفان. إلى ذلك فإن الخليفة عمر بن الخطاب لم يدرك اتخاذ جدة مدينة أو ميناء لمكة فكيف يبني بها مسجدًا في خلافته؟). ولعل الأستاذ/ عدنان اليافي، يبادر بإسعاف القارئ بدليل مادي يدحض ما أورده محمد أفندي نصيف آنفًا فيزداد القارئ بذلك علمًا ويستحق به الأستاذ/ عدنان اليافي شكرًا. ثالثًا: أشار الأستاذ/ عدنان اليافي، في بحثه المذكور إلى المراجع العربية الحديثة التي تحدثت عن تاريخ جدة وتراثها ولكنه تجاهل في هذا الصدد ثلاثة مراجع على قدر من الأهمية أورد عناوينها فيما يلي: المرجع الأول:- كتاب (مختصر تاريخ جدة) للشيخ: حسن أبو الحمائل، ويوم كان هذا الكتاب مخطوطًا اقتبس منه المؤرخ/ عبدالقدوس الأنصاري، معلومات استعان بها في وضع كتابه (تاريخ مدينة جدة) أو (موسوعة تاريخ مدينة جدة) فيما بعد. وقد بادرت دار الأصفهاني بطباعة ونشر كتاب (مختصر تاريخ جدة) في عام 1396 ه. المرجع الثاني:- كتاب (الجميلة اسمها جدة) من وضع د. علي محمد علي، وقد صدر عن دار العلم بجدة في عام 1991م. المرجع الثالث:- كتاب (التراث الشعبي في القرية والمدينة) [ منطقة الباحة - مدينة جدة ] للدكتور/ سعيد فالح الغامدي، ويتفرد هذا المرجع بمقارنات وتحليلات غير مسبوقة عن التشابه والاختلاف بين تراث المدينة - جدة نموذجًا - وتراث القرية - الباحة نموذجًا -. أما المراجع الأجنبية فهي كالتالي: - أورد الأستاذ/ عدنان اليافي، في هذا السياق اسمين لمرجعين صدرا عن تاريخ وتراث مدينة جدة باللغة الإنجليزية: هما: الأول: كتاب (جدة صورة لمدينة عربية) لانجيلو بشكي. الثاني: كتاب (مدينة جدة في 1968 / 69) أو (Jeddah 68/69) وقد نشر هذا الكتاب في عام 1968م وليس في عام 1988م كما ذكر الأستاذ اليافي خطًا. وهذا الكتاب من إصدارات الغرفة التجارية الصناعية بجدة، وليس من إصدارات مطبعة الجامعة الأفريقية في نيروبي/ كينيا (university press of Africa) كما ذكر الأستاذ/ اليافي خطًا وقد تولت المطبعة المذكورة طباعة ونشر الكتاب المذكور عام 1968م.