قال علماء أمريكيون إن مخ الإنسان لا يتحمل أكثر من 1500 ضربة رأس بكرة القدم سنويًّا وقام فريق الباحثين تحت إشراف ميشائيل ليبتون من جامعة يشيفا في نيويورك في دراستهم التي تقدم في مؤتمر الجمعية الأمريكية لاستشاري الأشعة أمس الثلاثاء في شيكاغو بسؤال 38 من هواة لعب كرة القدم عن نسبة معدل ضربات كرة القدم بالرأس سنويًّا ثم فحصوا المخ لدى هؤلاء اللاعبين باستخدام التصوير المقطعي بالكمبيوتر بحثًا عن آثار هذه الضربات فوجدوا أن اللاعبين الذين يضربون الكرة برأسهم عدد مرات أكثر أصيبوا بأضرار تشبه الأضرار التي لدى الذين يصابون بهزات خفيفة في المخ وأن أداء هؤلاء كان سيئًا مقارنة بأقرانهم في الاختبارات الخاصة بقياس مستوى الذاكرة ورغم أن بعض التسديدات الرأسية حسب ليبتون وزملائه لا تصيب الأعصاب «إلا أن تكرار تسديد كرة القدم بالرأس يمكن أن يثير سلسلة من ردود الفعل التي يمكن أن تؤدي إلى انتكاس في بناء خلايا في المخ» ويعني الباحثون بكلمة «تكرار» أن يسدد اللاعب برأسه من 1000 إلى 1500 كرة سنويًّا أي بمعدل أربع كريات في اليوم. وتوصل علماء في دراسات سابقة لنتائج مشابهة فيما يتعلق برياضة الملاكمة حيث تبين للعلماء أن أجزاء من كتلة المخ تموت لدى الملاكمين جراء اللكمات التي تصيب الرأس حسبما أوضح كلاوس شنايدر، مدرس علم الحركة والتدريب في جامعة الجيش بمدينة ميونيخ الألمانية. وأوضح شنايدر أن الدراسة الأخيرة تعكس «مشكلة واقعية للغاية» في كرة القدم؛ لأن كرة القدم التي تزن نحو 450 جرامًا تؤثر على رأس الإنسان بقوة اندفاعها التي تبلغ ثلاثين ضعفًا ما يعرف بقوة الثقل الأرضي، غير أن دراسات أخرى أكدت عدم تأثر رأس لاعبي كرة القدم بالتسديدات الرأسية، وأشارت الأستاذة الألمانية بيترا يانزين التي أشرفت على إحدى هذه الدراسات إلى ضرورة إجراء دراسات بعيدة المدى لإثبات التأثير الحقيقي للتسديدات الرأسية على رأس لاعبي كرة القدم.