على الرغم من الغموض الكبير الذي أحاط بقضية خاطف القاصرات وندرة المعلومات التي كانت ترد الى رجال الامن المكلفين بتتبع الجاني، الا ان رجال التحريات والبحث الجنائي توصلوا الى أدق الادلة التي من خلالها تمكن المحققون في دائرة العرض والأخلاق بهيئة التحقيق والادعاء العام من ربط كافة الادلة وجمعها والتثبت منها وتوجيه الاتهام للجاني بعد جمع كامل الادلة. وتمكنت اجهزة الامن من الوصول الى المركبة الاولى التي كان الجاني قد استخدمها في اولى جرائمه وهي من نوع «برادو» بيضاء اللون وفقا لإفادة الضحية الاولى في بلاغها ضمن القضايا التي تم تسجيلها في ذلك الحين ضد مجهول لعدم توفر اي معلومات. وبعد تزايد جرائم الخاطف وتواليها على مدى 3 أعوام شكل مدير شرطة جدة اللواء علي بن محمد السعدي الغامدي عدة فرق لمتابعة القضية والعمل على فك رموزها، حيث تولى مساعد مدير شعبة التحريات والبحث الجنائي المقدم عيضة المالكي ملفها وتتبع الجاني، فيما قاد الفريق الامني رئيس وحدة جرائم الاعراض بالادارة المقدم سلطان المالكي يعاونه عدد من افراد الادارة. ونجح رجال الامن في الوصول إلى المتهم والقبض عليه والتأكد من تورطه في الجرائم المرتكبة على مدى ثلاث سنوات حيث كانت اولاها عام 1429ه وآخرها قبل شهر واحد من القبض عليه بتاريخ 30 /6/ 1432 ه. «المدينة» استمعت إلى روايات عدد من الضحايا عن تفاصيل هذه الجرائم الوحشية. أولى الجرائم خطف طفلة من أمام قصر أفراح اول جريمة كانت مساء يوم الخميس 14 رجب 1429ه حيث تمكن الجاني من استدراج طفلة من احد قصور الأفراح جنوبجدة من امام مدخل النساء بعد أن أشعرها بانه من اقارب العريس وانه يحتاج اليها في امر ما حتى يسلمها اغراضا توصلها لوالدة العروس، وحينها سارت الضحية التي لم تتجاوز السابعة من عمرها خلفه دون أن تشعر بما يخفيه الجاني لتختفي عن الأنظار تماما. في ذلك الوقت بدأت عمليات البحث في القاعة وتم استدعاء فرق الدفاع المدني التي قامت بتمشيط كامل القاعة والبدروم واحد المواقع المنزوية بها دون أن يتم العثور على الطفلة التي انتقل بها الجاني إلى منزله وبقيت معه عدة ساعات قبل أن يتخلص منها لاحقا ويلقي بها في احد المواقع العامة، حيث عثر عليها مواطن قام بايصالها إلى والدها، وكان ذلك صبيحة يوم الجمعة ليتم احالة الضحية إلى احد المستشفيات بعد ابلاغ اجهزة الامن حيث صدر التقرير الطبي حينها بوجود خدوش وتقرحات سطحية وتقرير جراحة الأطفال «لا يوجد نزيف مع ظهور تقرحات أمامية وخلفية حول منطقة الشرج وبأخذ عينة للفحص صدر تقرير الأدلة الجنائية لعينات المسحات من نفس المنطقة ومن بنطلون الطفلة. ضحية السبيل: اصطادني بكيس مجوهرات وربطني على السلم وسجلت ضحية عمرها 10 سنوات تفاصيل ما تعرضت له مع الجاني حيث افادت بان شخصا خدعها لحظة حضورها مع اسرتها لحفل زفاف باحدى قاعات الافراح في حي السبيل جنوبجدة، وابلغها بان اسمه احمد علي طلب منها أن تسلم خالة العروس كيسا فيه مجوهرات وطلب منها أن تركب معه في السيارة ليعطيها هدية للعروسة فركبت وذهبت معه إلى منزله وهناك تعددت وسائل الاعتداء عليها حيث تعرضت للضرب وشد شعرها مطالبا إياها بخلع ملابسها. تقول الطفلة: رفضت تنفيذ مطالبه الا انه هددني بالقتل وأجبرني على خلع ملابسي كاملة وأرغمني على رؤية صور غير أخلاقية، وقام بربطي على السلم ولم أتذكر بعد ذلك شيئا، الا عندما عاد وطلب مني أن أرتدي ملابسي وقام بنقلي من المنزل إلى احد الاحياء، وتوقف امام احد المباني في حي كيلو 13 بمخطط البقمي، وهناك طلب مني إن أصعد لاحد المباني لأنادي ابنته غير انني لم أجد أي شخص فطرقت احد الأبواب وطلبت من ساكني المنزل الهاتف النقال حيث تمكنت من الاتصال بوالدي الذي حضر برفقة اجهزة الامن. وتمت احالة الضحية لاحد المستشفيات حيث أجري الكشف عليها وصدر بحقها تقرير اشير فيه إلى أنها كانت بكامل الوعي إلا انها مجهدة لانها لم تنم حسب اقوالها، وعلى الجسم آثار كدمة خطية على الجهة اليسري 3 سم أعلى الصدر ولا توجد إفرازات، وفي باقي الجسم آثار كدمة قديمة في الارجل، غير أن الفحص الموضعي أظهر وجود إفرازات سائلة واضحة وجد بها آثار دم بسيطة، وغشاء البكارة سليم، وأخذت العينات اللازمة. قسائم شرائية أخفت الطفلة الهندية يومين وفي الثالث من شهر ذي القعدة فقدت وافدة هندية ابنتها التي كانت برفقتها في احد المراكز التجارية بحي مدائن الفهد حيث ابلغت الام الجهات الامنية عن تغيب ابنتها قبل دقائق وانها كانت برفقة اربعة من اخوتها ليتم العثور على الفتاة في اليوم الثاني حيث افادت بان شخصا حضر وفي يده مجموعة من الكوبونات وسلمها لعدد من الاطفال الموجودين في الموقع كجوائز وطلب منها أن تذهب معه حتى تحصل على جائزتها الخاصة. وقالت الضحية: الجاني اخذني إلى سيارته الخاصة وسار بي لمدة ساعة كاملة تقريبا، حتى توقف عند منزل في الدور الرابع وادخلني شقة عبارة عن ثلاث غرف ارضيتها سيراميك وقام بشرب المعسل والبيرة ثم أنزل ملابسي وحاول فعل الفاحشة بي، وبعد ذلك اخذني بسيارته إلى موقع قريب من ملاهي الريم وتركني هناك». تم العثور على الطفلة وأحيلت للمستشفى الذي تولى الكشف عليها وصدر التقرير بسلامة العلامات الحيوية ووجود اثار خدوش أعلى الصدر الايسر وكذلك كدمات في الساقين، وبالفحص الموضعي ظهر جرح سطحي، وغشاء البكارة سليم، مع وجود إفرازات في المنطقة. خطفها من سرير الطوارئ فكانت الخيط الذي كشف جرائمه ولم تشفع الحالة الصحية التي كانت عليها طفلة لم تتجاوز ال 8 سنوات حيث كانت تعاني من ارتفاع في درجات الحرارة وترقد على سرير الطوارئ، للنجاة من حبائل المجرم الشيطانية. وتروي الضحية قصة استدراجها قائلة: حضر لي شخص سعودي وسالني عن سبب تواجدي على السرير موضحا انه المسؤول المناوب في المستسشفى، فقلت له بانني مريضة واعاني من ارتفاع في درجة الحرارة، فذهب وعاد وبيده ورقة وحاول الكتابة بها إلا ان القلم لم يكتب، سألني عن اسمي وقال انه سيذهب لاحضار الدواء ثم عاد وقال الدواء غير موجود هنا لازم تروحين المستودع معي فقلت له لا اعرف المستودع، وخرجت معه حتى وصلت باب الطوارئ وشاهدت الصيدلية وقلت له هنا الصيدلية، فقال «لا لا تعالي معي المستودع في الخلف، فرافقته إلى خارج المستشفى وتبعته إلى مواقف السيارات فطلب مني ركوب سيارته (بيضاء اللون مثل الجمس) وركبت معه في المقعد الخلفي وقلت له «انا لم استاذن من والدي» فقال «لا لا انا كلمته» ، وفي نصف الطريق قال لي نزلي راسك علشان الدواء أصله بفلوس ولكن علشان والدك كلمنا سنصرفه لك ببلاش، فقمت بإنزال راسي حتى وصلنا إلى منزله. وحددت الضحية اوصاف الجاني واوصاف المنزل من الخارج وأنه يتكون من ثلاثة ادوار وتقع الشقة يمينًا. وتصف الضحية ما بداخل الشقة وتقول أنها عند دخولها كان هناك ممر يسارًا ثم باب في الوجه وبابان عن اليمين ثم نهاية اخر الدخول يمينًا إلى صالة، وبعد جلوسي شاهدت ممرا اخر يؤدي إلى المطبخ مقابله دورة مياه ثم ممر يساره اخره غرفة نوم مقفلة.. اما الصالة فتوجد بها كنبة لثلاثة اشخاص وكرسيان اخران، ومقابل لهم شاشة تلفزيون بلازما معلق على الجدار وتحتها رف بلون السيراميك بيج وفيها سجادة سيراميكية ولون بوية الصالة ابيض وبجوار التلفزيون طاولة خشبية طويلة بني. وتستذكر الضحية الحادثة لتقول: الجاني قام بضربي بسلك جهاز الكمبيوتر لأني كنت ابكي محاولة الخروج من المنزل. وذكرت أنه قام بتشغيل أفلام خليعة لي من جهاز كمبيوتر مكتبي في المكتب الذي كان بالغرفة الموجود بها جلسة عربية ولون المكتب بني غامق وقام بضربي لإرغامي على مشاهدة الافلام والاعتداء الجنسي علي وكذلك عندما زادت حرارتي قام بإرغامي على دخول الحمام والترويش بالماء لمحاولة خفض درجة حرارتي، كذلك شاهدت شيشة يدخنها الجاني في الغرفة الجانبية. وفي اليوم الثاني تخلص الجاني من ضحيته التي تم اخضاعها للكشف الطبي حيث اشارت التقارير الطبية إلى إن العلامات الحيوية مستقرة مع وجود ارتفاع في درجة الحرارة، وهي في كامل وعيها ولا توجد جروح او كدمات في انحاء الجسم ، وبالكشف الطبي الموضعي وجد غشاء البكارة سليماً. خطفها من فناء المنزل وفعل بها الفاحشة ثم رماها في الشارع وتروي ضحية جديدة عمرها 8 سنوات كيف تمكن الجاني من خطفها وقالت «كنت العب في حوش منزلنا عندما شاهدت رجلا يدخل علينا ثم خرج، عندها تبعته إلى خارج المنزل وهناك كلمني وطلب مني الركوب معه في سيارته ثم امسك بيدي واركبني في المقعد الخلفي وقاد السيارة متجها إلى منزله. وتضيف: كان منزله مكونا من 3 ادوار وشقة سجلت اوصافها بمحاضر التحقيق، وبعد دخولي الشقة قام بفك حلق ذهب من إذني ثم اعطاني كاس به مادة تشبه الماء ولكن طعمها غريب وطلب منى ان اشربها ولكني رفضت لان رائحتها كريهة، عندها ضربني بعصا خيزران ثلاث مرات على ظهري فشربت الكاس، وبعد ذلك قام بخلع ملابسي وفعل الفاحشة بي وبعدما انتهى من ذلك لبست ملابسي واخرجني من المنزل ثم اخذني بالسيارة إلى الإسكان الجنوبي وانزلني في الشارع، وقال لي ان سيارة والدي هنا فنزلت ابحث عنها حتى عثر علي اشخاص أخذوني إلى والدي بعدما أخبرتهم أنني اسكن في مشروع الأمير فواز. وباحالة الضحية للمستشفى صدر التقرير الطبي الذي تضمن «الكشف على العلامات الحيوية اظهرت سلامة الضحية مع تمزق غشاء البكارة، وإفرازات بنفس المنطقة، كما توجد كدمات شديدة على المقعد الايمن وتم اخذ العينات للفحص. تغيير السيارات حيلة لم تفلح في إبعاد قبضة الأمن عنه كان «المتهم» يعمد الى تغيير سيارته التي يستخدمها في جرائمه ، ويبادر على الفور الى بيع السيارة التي يستخدمها في حادثتين حتى لا يتم التعرف عليه والوصول اليه، غير أن رجال الامن قبضوا عليه واعادوا سيارة كان قد استخدمها في اول جريمة له، وتخلص منها ببيعها لاحد الاشخاص وتم احضارها من الرياض، كما تم إحضار السيارة الاخيرة التي استخدمها في اختطاف طفلة من احدى قاعات الافراح جنوبجدة. وكان الجاني يعمد الى احضار الضحايا الى منزله الذي يسكنه مع عائلته المكونة من زوجته و4 بنات وولدين، بعد أن يقوم بإيصال اسرته لاحد اقاربه نهاية كل اسبوع ليبقى المنزل خاليا. طفلة ال 8 أعوام: استدرجني بجائزة وأجبرني على شرب الخمر الضحية البالغة من العمر 8 اعوام استغل الجاني تنقلها بين والدتها من المركز الذي كانت تتسوق فيه، وبين والدها الذي كان في انتظارهما، وكان ذلك بتاريخ 2-3/ 8/ 1430ه، حيث ترصد الجاني للضحية التي ذكرت أنه التقاها لحظة عودتها من عند والدها بمواقف السيارات في طريقها إلى المركز، وقال لها أنها فازت بجائزة واستدرجها إلى منزله في سيارته الخاصة وهناك قام بخلع ملابسها ومددها على بطنها واخذ يمارس معها لذاته الشيطانية، مطالبا إياها إن تبادله الشعور الجنسي على الرغم من صغر سنها وعدم ادراكها لما يدور حولها. ويحاول الجاني التلذذ بما يمارسة من أعمال شيطانية، حيث أحضر زجاجة لونها اخضر شرب منها وطلب من الصغيرة ان تشرب معه واجبرها على ذلك حتى اشبع رغباته الشيطانية وبعدها طلب الجاني منها أن ترتدي ملابسها ليسارع في صبيحة اليوم الثاني بالتخلص منها برميها في أحد طرقات حي غليل جنوبجدة. وبإجراء الكشف الطبي على الضحية صدر تقرير طبي افاد بخدوش سطحية، كما أن غشاء البكارة سليم ويوجد سمج بسيط سطحي والحالة العامة مستقرة ولا توجد آثار عنف.