كارثة مدرسة جدة التي هزّت مشاعر مواطني هذا الوطن؛ لما نتج عنها من مأساة تكررت في مدارس البنات على وجه الخصوص، وبسبب الحريق، وهذا يدل دلالة واضحة على أن صيانة هذه المدارس، ومتابعة سلامة مبانيها فيها من التقصير من قِبل الجهات المختصة ذات العلاقة والمتمثلة في إدارات التعليم بالمناطق، وإدارات الدفاع المدني، وهذا يدعونا لعدد من التساؤلات: * هل إدارتا التعليم والدفاع المدني تقومان بزيارات ميدانية نهاية كل عام للتأكّد من سلامة المباني، ومخارجها الخاصة بالطوارئ، وكل ما يتعلق بالسلامة من طفايات حريق وأجراس إنذار... إلخ؟ لأن الملاحظ أن هذا الاهتمام بالسلامة لا يُعتنى به إلاّ قبل الموافقة على فتح المدرسة، وبعد الترخيص وفتح المدرسة يقل الاهتمام بهذا الجانب المهم! * هل مخارج الطوارئ صُممت حسب القواعد المرعية من حيث التصميم، والموقع في المبنى؛ ممّا يسهّل استخدامها في حالة الحاجة لها؟! * أليس من الأولى أن يُخصص كل مبنى لمرحلة معينة -خاصة المباني المستأجرة- بدلاً من جمع عدة مراحل في مبنى واحد، خاصة الجمع بين المرحلة المتوسطة، ورياض الأطفال للتفاوت العمري، والخصائص الجسمية؛ ممّا نتج عنه صعوبة في الإنقاذ، وإرباك للمنقذين؟! * ألم يحن الوقت، وبعد تكرار مآسي مدارس البنات بوجود متخصصات في السلامة والإنقاذ والإسعافات الأولية خاصة في المدارس التي تزيد طالباتها عن (300 طالبة)؟! * أليس من الأولى وجود فناء لفسحة الطالبات، وذو تصميم خاص يوفر السلامة للطالبات بدلاً من تغطية ساحات المدارس أو الأسطح بالشنكو البدائي في تصميمه، وشكله العام، وبعيدًا عن السلامة؟! * أليس من الأولى إلزام مديري المدارس الحكومية، وأصحاب المدارس الأهلية بعدم اتخاذ أي عمل يتعلق بالمبنى خاص بزيادة الغرف أو بالكهرباء من زيادة مكيفات، أو إنارة، أو عمل أسقف مستعارة، أو تلبيس للحيطان، أو فرش للأرضيات إلاّ بعد موافقة إدارتي التعليم بالمنطقة والدفاع المدني، حيث ثبت أن كثيرًا من حرائق المدارس بسبب التعديلات التي حدثت في المباني بعد فتح المدرسة إمّا لزيادة التسجيل أو لتجميل المبنى؟! * أليس من الأولى أن تكون مواقع المباني المخصصة للمدارس خاصة المستأجرة في أطراف الأحياء لسهولة الوصول إليها مع مراعاة أن يكون المبنى على أكثر من شارع لسهولة خروج الطوارئ؟! نأمل أن تراعي الجهات المختصة ما ذُكر سلامةً لأبنائنا وبناتنا، والتي تكررت المأساة لهم خاصة بالنسبة للبنات. اللهم ارحم مَن مات في مدرسة بنات «براعم الوطن» بجدة، وأجبر مصاب أهليهم، واشفِ اللهم المصابين منهم عاجلاً غير آجل اللهم آمين.