قال مصدر عسكري مصري إن رئيس الأركان المصري الفريق سامي عنان ناقش خلال اجتماع مع ممثلي القوى السياسية، وبعض المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية إمكانية تشكيل حكومة إنقاذ وطني برئاسة الليبرالي محمد البرادعي أو القيادي الإخواني المنشق عبدالمنعم أبو الفتوح. وشارك في الاجتماع، الذي دعا إليه المجلس العسكري مساء الاثنين على عجل من أجل مواجهة «الأزمة المتفاقمة» في البلاد، رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي، إضافة إلى ممثلي بعض الأحزاب الأخرى، واثنين من المرشحين للرئاسة هما الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى، والقيادي الإسلامي سليم العوا. وافاد المصدر ان «الاجتماع ناقش موضوع استقالة حكومة عصام شرف التي لم يتم البت فيها حتى الآن، كما طرح البعض تشكيل حكومة جديدة برئاسة محمد البرادعي، أو عبد المنعم أبو الفتوح، علي أن تضم في تشكيلها ممثلين لكل التيارات السياسية». وأضاف المصدر إن المشاركين في الاجتماع «طالبوا كذلك بالتزام واضح بإجراء الانتخابات الرئاسية في موعد أقصاه 30 مايو المقبل». وكان البرادعي أبدى من قبل استعداده للتخلّي عن ترشحه للرئاسة من أجل المساهمة في العبور بمصر من المرحلة الانتقالية الحرجة التي تشهدها. وفي لقاء تلفزيوني مساء الاحد، دعا البرادعي وأبو الفتوح الى تشكيل «حكومة إنقاذ وطني» لعبور المرحلة الحالية. وأكد البرادعي أن مهمة هذه الحكومة يجب أن تنصب أساسًا على «تحقيق الأمن وإنقاذ الاقتصاد الوطني». إلى ذلك، تجددت صباح أمس الاشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين في ميدان التحرير بوسط القاهرة، قبل ساعات من مظاهرات حاشدة دعا إليها النشطاء تحت اسم «مليونية الإنقاذ الوطني». وفي الصباح الباكر هرول مئات المتظاهرين إلى شارعين يؤديان إلى الميدان وسط طرقات على أعمدة الإضاءة والأسوار الحديدية في الميدان، منبهين إلى تقدم قوات الأمن في الشارعين، وسمع دوي طلقات خرطوش. كما أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع، ونقل ثلاثة مصابين باختناقات إلى عيادة طبية مؤقتة في وسط الميدان. وقال نشطاء إن قوات الأمن توقفت عن استهداف المحتجين لنحو ثلاث ساعات مرت هادئة على خط التماس بين الجانبين في شارع محمد محمود المؤدي إلى مبنى وزارة الداخلية. ومنذ شهور أصبحت وزارة الداخلية هدفًا للمحتجين الذين يطالبون بإعادة هيكلة جهاز الشرطة. لكن نشطاء يقولون إنهم يحتشدون قرب مقر الوزارة لمنع القوات المنطلقة منه من معاودة اقتحام ميدان التحرير. ويسهر نحو 1000 من النشطاء الليل، وينام نحو 2000 في حديقة في وسط الميدان، أو في جنباته، أو على أرصفة شوارع وقد لفوا أنفسهم بأغطية من الصوف غالبًا.