أعود مجددا للكتابة عن السياحة... فالسياحة غدت رافدا رئيساً من روافد الدخل العام للدول ومدخلا وافراً للموارد المالية، فبعض الدول تعتمد على السياحة كمصدر رئيس أول، وقد تحول هذا النشاط خلال العقدين الماضيين إلى صناعة تغطي كافة المجالات المرتبطة بهذا النشاط مقرونا بفكر وتخطيط واستراتيجيات وإدارة محترفة، ولك أن تتخيل الحجم الضخم من المصانع والمنشآت والفنادق والمعاهد ومدن الألعاب ودور الترفيه.. الخ مما يصعب ذكره، وما تدره من ثروات ضخمة تحرك عجلة أي اقتصاد وتنصب في مصلحة الدول والشعوب، فهي تحظي في الغرب والشرق بالأولوية القصوى، ويشرف على هذه الصناعة أعتى المتخصصين والإداريين بل ويشارك في وضع خطط تنميتها وتطويرها أبرز السياسيين والمفكرين وبلادنا وقد أنعم الله عليها بمساحة شاسعة تتوفر فيها كل مقومات السياحة العالمية بدءاً من السياحة الدينية مروراً بالآثار الإسلامية والتاريخية والمهرجانات الشعبية، والصحاري الجميلة والبحار الخلابة، والمرافق الحديثة المرتبطة بهذا المجال، والحق يُقال فقد قامت هيئة السياحة منذ فترة إنشائها القصيرة بأدوار كبيرة وملموسة في سبيل تطوير هذا المجال وخاصة السياحة الداخلية للمواطنين، وكان لحكمة ونشاط الأمير سلطان بن سلمان الدور الكبير في تجاوز العقبات والصعاب التي واجهت الهيئة منذ قيامها، إلا أنه وبكل صراحة وفي ظل التطور الإداري والفكري والاجتماعي الذي نشهده ونلمسه في كثير المجالات فقد يكون من المناسب تفعيل ودعم هذه الهيئة من خلال إعطائها جميع الصلاحيات المرتبطة بهذا المجال من الناحية الإدارية والتنظيمية وما يتبع ذلك من إشراف ومتابعة لكل القطاعات المرتبطة بها بعيدا عن الازدواجية وتداخل بعض الجهات في أعمالها والتي قد تعيق التنمية السياحة.. وأعتقد أن هذا لا يتأتى إلا من خلال رفع المستوى الإداري لهذه الهيئة لتصبح وزارة تهتم بكل ما يختص بشؤون السياحة في بلادنا وفق مسؤوليات وصلاحيات توضح أهدافها وأعمالها والمجالات التي تتبعها، مع تخصيص اعتمادات مستقلة وتوفير كوادر محترفة ووظائف إدارية وفنية كافية مع وضع خطة استراتيجية تعمل من خلالها هذه الوزارة لتنمية هذا القطاع... إن كل هذه الأمور قد تعطيها زخما كبيرا لتحقيق تطلعاتنا نحو صناعة سياحية متقدمة تواكب التطور الذي تشهده بلادنا مع المحافظة أولاً وأخيراً على الثوابت والقيم الإسلامية.