أبت أمهات الأسرى الفلسطينيين وآباؤهم قبل الرحيل من المدينةالمنورة إلاّ أن يقدّموا الشكر والعرفان لخادم الحرمين الذي أسدى لهم «الصنيع الحسن» بتمكينهم وأبنائهم من أداء الفريضة على نفقته الخاصة، وسط أجواء وصفوها بالمنظمة والرائعة. (المدينة) التقت ضيوف خادم الحرمين من الأسرى المفرج عنهم، وأسرهم في مقار ضيافتهم بالمدينةالمنورة. ليحدثونا عن فرحتهم بأداء الفريضة، وعن ذكرياتهم الأليمة في الأسر، وسجون الاعتقال التي ودّعوها إلى غير رجعة. كما رافقهم إلى مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينةالمنورة المشرف على خدمة ضيوف الرحمن الدليل غازي عباس زاهد، واستمع لما رووه منذ لحظة قدومهم حتى سفرهم. حسن الاستقبال السيدة أم الأسير المفرج عنه روحية فدق أشادت بحسن استقبال ضيوف الرحمن من الجهات المشرفة، والمنظمة في الحج. وقالت لقد فرج الله عليّ بخروج ابني من الأسر، وأكرمني بمعية أولادي وزوجي لأداء فريضة الحج، وهذه النعمة العظيمة قدمها لنا الرجل الطيب خادم الحرمين الشريفين رفع الله قدره في الدنيا والآخرة. وأكدت فدق أنها شاهدت مناظر محزنة ومفرحة في نفس الوقت في المشاعر. فإحدى الأمهات رأت ابنها في صعيد منى بعد غياب 25 سنة، وأسيرًا خرج من السجن قبل ساعات من السفر، فلم يتسنَّ له الذهاب إلى بيته ورؤية الأهل والأقارب، لكن الله أكرمه بالذهاب إلى بيته ورؤية الكعبة المشرفة التي وقف أمامها حامدًا شاكرًا داعيًا الله أن ينصر الإسلام والمسلمين، وتعود فلسطين حرة أبية. بكاء شديد أمّا السيدة بشيرة كريشان أم أحد الأسرى المفرج عنهم فلم تتمالك نفسها من البكاء، وهي تقول إنني أحيا على أمل أن يخرج ابني الآخر من السجن، ويجمعني الله به مع أخيه الذي خلصه الله من السجون البغيضة، وكانت هذه أمنية كل أمهات الأسرى التي التقيت بهم في صالة المطار، فجميعهن يتمنين أن يرين أبناءهن خارج أسوار السجون الصهيونية، وهن ينتظرن ذلك في كل لحظة، ويرددن نحن نرقب الأمل بأن يأتي الفرج القريب من الله، وأن يوفق الله المجاهدين لخطف جنود آخرين من أجل تحرير أسرانا من السجون الصهيونية. موقف كريم أمير محمد العوامر، وعماد طلعت، وبهجت تنوري شكروا مواقف المملكة في مساندة إخوانهم الفلسطينيين، ودعم القضية الفلسطينية. ووصفوا رحلة الحج بالرائعة، حيث قوبلوا بالحفاوة من جميع قيادات الحج المنظمة، مشيرين إلى الدور الكبير في وقوف المملكة، ومؤازر الشعب الفلسطيني. كما تحدث عن حجم المعاناة التي عاشوها في السجون الإسرائيلية، وبيّنوا أن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي والسجون الإسرائيلية تتعامل بعنصرية بحق الأسرى والمعتقلين، وطالبوا منظمات حقوق الإنسان، بالتحرك الفوري والعاجل، وتشكيل لجان تحقيق دولية وإنسانية في الأمراض والمخاطر النفسية والجسدية التي حلّت بذوي الأسرى نتيجة لممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق أبنائهم في السجون. أقدس البقاع فتحي إبراهيم سنة، وهو أحد المفرج عنهم قال مَن لا يشكر الناس لا يشكر الله، فخادم الحرمين أحق مَن يُشكر بعد الله سبحانه وتعالى، فهو مَن أوصلني إلى أقدس البقاع التي لم أكن أحلم في يوم من الأيام أن أصلها، وأنا أقضي عقوبة لم أرتكبها في سجون إسرائيل، وقتها أجهش فتحي بالبكاء، وبدأ يتذكّر أيامه العصيبة في السجن، وقال حينما غادرت السجن مع الأسرى تركت والدي الذي جمعني به السجن مدة تسع سنوات، حين اعتقلت وعشت معه في نفس الغرفة، وكان طوال الستة شهور الأولى من اللقاء داخل غرفة السجن يحضنني في اليوم مرات ومرات، ويجلسني في حضنه، وكأنه يريد تعويض ما فاته من العمر بجانبي، وبعين دامعة قال فتحي: أتمنى أن تتم صفقة أخرى لتبادل الأسرى، وأن تشمل والدي وكافة الأسرى القدامى دون استثناء متمنيًا بأن ينعم والدي بالعيش معنا وفي كنف الأسرة سنوات عمره المتبقية. ونقوم سويًّا برحلة إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج. أجمل الأيام أمّا الأسير المفرج عنه نضال المحمود فقال لقد قضيت أجمل أيام حياتي بجوار بيت الله بعد أن متّعت نظري وجسدي بالمشاعر في منى ومزدلفة، ووقفت بعرفات وما كنت فيه مع أسرتي جاء بفضل الله، ثم بمكرمة خادم الحرمين قائد الأمة العربية والإسلامية أطال الله في عمره، وزاده من الصحة والعافية. حرص الادلاء من جانبه أوضح المشرف على خدمة ضيوف الرحمن الدليل غازي عباس زاهد حرص مؤسسة الأدلاء على تقديم الخدمة المميزة لحجاج بيت الله الحرام. وعلى رأسهم ضيوف خادم الحرمين وتقديم الخدمات التي تجعلهم يؤدون زيارتهم بكل يسر وسهوله بمتابعة وتوجيه من رئيس مجلس إدارة المؤسسة الأهلية للأدلاء بالمدينةالمنورة الدكتور يوسف بن أحمد حوالة الذي حرص أن يكون أول المستقبلين والمودعين لضيوف خادم الحرمين الشريفين، والاطمئنان على صحتهم وخاصة مرضى الغسيل الكلوي، ومرضى السكر المصابين منهم.