في مؤشر واضح على استفحال روح العداء ضد الإسلام والمسلمين على امتداد القارة الأوربية، وتحت عنوان ‹›التفرقة العنصرية والتعصب العام تجاه المسلمين›› عقدت منظمة الأمن والتعاون الأوربي بمقرها في العاصمة النمساوية فيينا، نهاية شهر أكتوبر المنصرم مؤتمرها الدوري لهذا العام. وبحسب ما أفادت مواقع إخبارية كانت المنظمة قد أوضحت في بيان صادر عن دائرتها الإعلامية أن المشاركين، الذين وصل عددهم إلى 150 شخصًا وجهة فاعلة في مجال حقوق الإنسان ومؤسسات التعاون الديمقراطي وممثلين عن المجتمع المدني والسياسيين من مختلف أنحاء دول المنظمة، سينكبون خلال أعمال المؤتمر الذي يستمر ليوم واحد، على دراسة التأثير الذي يتركه الخطاب المعادي للإسلام والمسلمين، في المجموعات السكانية والمجتمعات بشكل عام واتخاذ التوصيات التي يمكن أن تتبناها الحكومات والدول بهذا الخصوص، وجاء في البيان أن المؤتمر سيبحث أيضا الدور الذي يمكن أن يؤديه القادة السياسيون ووسائل الإعلام في منع مثل هذا الخطاب المعادي للمسلمين وفي المحافظة على حرية التعبير وحريات وسائل الإعلام في ذات الوقت، كما ستناقش منظمة الأمن والتعاون الأوروبي في مؤتمرها الإجراءات العملية التي يمكن أن تطبقها المنظمة لكي تنفذ التزاماتها في محاربة العنصرية والتفرقة وعدم التسامح إضافة إلى التزاماتها المتعلقة بالوقاية من العمليات الإجرامية الحاقدة على المسلمين. وفي كلمته الافتتاحية أكّد مساعد وزير الخارجية اللتواني أفالداس أجناتافيكيوس الذي تترأس بلاده دورة المنظمة لهذا العام مخاطبًا الحضور أنه: لا يمكننا التغلب على التفرقة العنصرية وعدم التّسامح إلاّ من خلال بذل الجهود المشتركة بين جميع الفئات، فمن المؤسف أنّ رجال السياسة والإعلام لا يتصدون بشدّة لما يتعرّض له المسلمون من اعتداءات. واعتبرت المنظمة في بيانها الختامي أن: القيادات السياسية ووسائل الإعلام وقفت صامتة أمام تعرض المسلمين للاعتداءات في العديد من بقاع العالم، لذا يجب وضع قواعد ومبادئ توجيهية يتم السير عليها من قبل الجمهور الواسع بما في ذلك التعليم، وواضعي السياسات والمسؤولين والموظفين في نقابات المعلمين والجمعيات المهنية، وأعضاء المنظمات غير الحكومية للتغلب على التعصب والتمييز ضد المسلمين. وأشار البيان إلى أن تعزيز العداء والكراهية والتعصب ضد فئات معينة على أساس خصائصها العرقية أو القومية أو الدينية أو غيرها، يتعارض مع القيم الأساسية لمجتمع منظمة الأمن، ويتطلب تجديد الالتزام لحماية وتعزيز حرية التعبير والحق في المساواة. وشدد على الدور الإيجابي لوسائل الإعلام والممثلين السياسيين لمكافحة القوالب النمطية، وأهمية التركيز على التعليم لخلق مناخ التسامح ومكافحة التمييز ضد المسلمين، ومعالجة الخوف من الإسلام من خلال التعليم المشترك الذي يحث عليه مجلس أوروبا ومنظمة اليونسكو. من جهته أوضح المستشار الخاص للسكرتير العام لمنظمة التعاون الإسلامي عمر أورهان، خلال الاجتماع إلى طريقة الحديث الّتي يستخدمها رجال السياسة، قائلًا: إنّ رجال السياسة المدركين لمسؤولياتهم، يجب أن يؤكّدوا أهمية الحديث المنضبط الّذي لا يحمل أيّة أحكام مسبّقة، وأضاف أنّه يمكن للإعلام أن يقوم بدور إيجابي من أجل دعم التسامح، وهذا ما يتوقع من الصحافة المسؤولة. واعتمدت المنظمة في نهاية المؤتمر بهذا الخصوص كتيبا أعدته مجموعة من الباحثين، للتوزيع على المؤسسات التربوية في الدول الأعضاء حول انسب الطرق لشرح ما يتعلق بالإسلام والمسلمين بشكل يحد من التأثيرات السلبية للأطروحات المناهضة للإسلام في وسائل الإعلام الأوروبية مع إظهار أهمية التمييز والتحريض على الكراهية والعنف الذي يستتر وراءها.