مع اقتراب موسم هطول الامطار، تزداد وتيرة العمل في المشاريع العاجلة لدرء مخاطر السيول بمحافظة جدة، ويلاحظ السكان والزوار أن المدينة تحولت إلى ورشة عمل متكاملة تتواصل جهود المشاركين فيها على مدار الساعة. «المدينة» رصدت سير العمل في أحد هذه المواقع وهو سد وادي مثوب الواقع خلف حي كيلو 14 بطول 237 مترًا وارتفاع 13مترًا ومساحة حوضه (411 × 665) م 2، وسعة تخزينه 818 ألف م3، ويشمل إنشاء قنوات تصريف مفتوحة وصندوقية مغلقة، (قناة ترابية مفتوحة بطول 825 مترًا، قنوات خراسانية مفتوحة بطول 12500 متر، وقناة صندوقية بطول 2880 مترًا). السكان متخوفون وعبر عدد من سكان كيلو 14 عن أملهم في إنجاز المشروع قبل موسم الأمطار حتى لا يتكرر ما حدث العام الماضي، فيما طمأنهم مهندسون التقتهم «المدينة» في موقع المشروع بأن العمل انتهى منذ أسبوعين وأن كل شيء يسير وفق ما خطط له، مشيرين إلى أنهم يتواجدون حاليًا فقط للاطمئنان على السد ووضع اللمسات الأخيرة عليه والتأكد من جاهزيته لاستقبال مياه الأمطار. أين حوض التصريف؟ تحدث ل «المدينة» من سكان الحي عبدالكريم الهتاني قائلًا: «العام قبل الماضي إبان كارثة السيول الاولى مر السيل من هذا الموقع، لكن الخسائر كانت معظمها في المزارع والأملاك والبهائم، لذلك لم يسلط الإعلام الضوء بما يكفي على ما حدث في حيهم وركز فقط على حي قويزة لوقوع خسائر في الأرواح والأملاك على حد سواء، وأتى على إثر ذلك مهندسون بمعداتهم وذكروا لنا أنهم سوف ينشئون سدا وحوضا للتصريف، ونشكر لهم جهودهم في الانتهاء من توصيل المواسير وربطها بأخرى على طريق مكة القديم وصولًا إلى المجرى الموجود في حي الروابي، لكن لاحظنا توقفهم عن إنجاز حوض التصريف وبذلك يصبح السد مجرد حوض للتجميع قد تفيض منه المياه خصوصًا وأن خبراء الطقس تحدثوا عن زيادة كميات الأمطار هذا العام عن سابقه، وما نخشاه تكرار كارثة سد جازان الذي فاض على كل القرى المجاورة له لعدم وجود مجرى أمامه أو حوض لتصريف المياه الموجودة فيه، وبذلك أصبح السد كارثة بدلا من أن يكون حماية للمساكن التي حوله. وذكر كل من جابر الشمراني، زيد الجهني، وعبدالله الغامدي (سكان مجاورون للسد مباشرة) أن الشركة المنفذة أنجزت السد لكنهم لم ينهوا عملهم -حسب رؤيتهم، وأضافوا «نحن على أبواب موسم الأمطار والشركة المنفذة اكتفت بإنشاء السد ولكن لا يوجد مصرف أمامه، وهو ما يعني تحوله إلى مجرد حوض تجميع فقط، كذلك جعلوا ماسورة التصريف لمياه السد تخرج في جهة غير الجهة التي تصلها المواسير الموصلة والمركبة أسفل الحوض أمام السد والممتدة على طول طريق مكةالمكرمة القديم وصولًا إلى مجرى السيل في حي الروابي، وبذلك لا تلتقي أي من المواسير ببعضها». ومهندسو المشروع يطمئنون إلى ذلك أجمع عدد من المهندسين الموجودين في الموقع أنهم انتهوا من أعمالهم منذ أسبوعين وهم يتواجدون حاليًا للاطمئنان على السد ووضع اللمسات الأخيرة عليه والتأكد من جاهزيته لاستقبال مياه الأمطار. وعلق أحدهم قائلًا: «نحن بانتظار الأمطار لنثبت نجاح المشروع والذي أنجزناه في وقت قياسي، وأدعوا السكان للاطمئنان فليس هناك ما يدعو للقلق لأننا نشاركهم نفس المصير». وعندما سألناه عن شكوى السكان من عدم ترابط ماسورة تصريف مياه السد مع المواسير القادمة من طريق مكة القديم وخروج كل منهما في جهة أخرى دون أن تلتقيا، أجاب: «لا داعي للقلق فكل مشكلة لها حل، وإن كانت هذه المشكلة لا وجود لها في أرض الواقع».