لم تعد مشكلة انفجار أنابيب الصرف الصحي محصورة وقفًا على أحياء شرق محافظة جدة بعد أن انتقلت العدوى إلى جنوب المحافظة، وبالتحديد في حي غليل الشعبي. وعلى ما يتميز به هذا الحي من عشوائيات عمرانية وسلبيات في التخطيط ونقص في الخدمات العامة، أصبح الآن أكثر تميزًا بمياه الصرف الصحي التي غمرت الكثير من شوارعه وملأت الحفر الموجودة منذ السابق وعرقلت سير المركبات في الطرقات الداخلية المتعرجة والضيقة، وذلك إثر انفجار أنبوب لشفط مياه الصرف الصحي (قطر 600 مم) ليلة أول البارحة. و"الأنبوب المنفجر" ينقل المياه من محطة الصرف في منطقة البلد إلى محطة المعالجة في الخمرة حسب إفادة المهندس التابع للشركة الوطنية للمياه في موقع الحدث، والذي أشار إلى أن الشركة قامت فور تلقيها بلاغا بتسرب المياه في شوارع الحي باستنفار خمس شاحنات ذات حجم كبير لشفط المياه، إضافة إلى إرسال فرقة للصيانة لاتزال تقوم باصلاح الأنبوب المكسور، لافتًا إلى أن من أسباب كسره انتهاء عمره الافتراضي، وألمح إلى أن مشهد الحال ينسحب على معظم أنابيب الصرف في الكثير من الأحياء خصوصًا الجنوبية منها. وقال مصدر في أمانة محافظة جدة: إن التنسيق على أعلى المستويات بين الأمانة والشركة الوطنية للمياه فيما يتعلق بطفوحات الصرف الصحي ومشكلة شبكات الأنابيب في العديد من الأحياء ومن ضمنها حي غليل جنوب المحافظة، مشيرًا إلى أن ناقلات الشفط التابعة للأمانة تتحرك جنبًا إلى جنب مع فرق الصيانة التابعة للشركة من أجل تخفيف المعاناة عن المواطنين المتضررين وعلاج المشكلة كل في ما يخصه. مشكلات مزمنة إلى ذلك طالب عدد من سكان حي غليل بسرعة دراسة مشكلات الحي التي وصفوها ب "مزمنة" وبحاجة إلى حلول عملية ميدانية عاجلة، لافتين إلى أن المياه غمرت العديد من الشوارع وأصبحت الروائح الكريهة تزكم أنوفهم، وتخوفوا من مخاطر الأوضاع البيئية وانتقال الأمراض المعدية بسبب كثرة الحشرات وأسراب البعوض خصوصًا مع اتساع رقعة المسطحات المائية داخل أزقة الحي، وطالبوا في ذات الوقت بعلاج مشكلة تكسر أنابيب مياه الصرف الصحي التي أصبحت تمتزج مع مياه الشرب في خزانات العديد من المنازل والعمائر السكنية. المجلس البلدي يحذر وحذر رئيس لجنة الصحة والبيئة في المجلس البلدي بمحافظة جدة الدكتور حسين البار من تزايد وتفاقم مشكلة طفوحات مياه الصرف الصحي، لافتًا إلى أن التباطؤ في علاجها سيتسبب في مشكلات بيئية خطيرة، منبهًا إلى خطر الإصابة بمرض التهاب الكبد الوبائي فئة (أ) والذي ينتقل عن طريق تلوث الأيدي بالفضلات وبالتالي إلى الأكل ومن ثم إلى جسم الإنسان.