قوبل قيام متظاهرين أمس الأول بالتجمهر أمام مبنى السفارة السعودية في دمشق ورشقها بالحجارة ومن ثمّ اقتحام المبنى، في ظل عدم قيام القوات السورية بالإجراءات الكفيلة بمنعهم، بالاستهجان في الاوساط الاردنية. وسجلت عمّان انزعاجها من هذا التصرف الخارج عن الاعراف الدبلوماسية والاخلاق العربية. ورأت أوساط أردنية ان الاعتداء على السفارة السعودية في دمشق او حتى التظاهر امامها يعد تصرفا خارج السياق، لافتة الى انه كان الأجدى بالنظام السوري وقف قتل الابرياء. واعربت عن أسفها العميق للمستوى السياسي الذي بلغته دمشق التي لم تعد تميّز بين العدو والصديق والشقيق رامية عرض الحائط بكل الاعراف التي تنظم علاقات الدول وفق البروتوكولات الدبلوماسية . الاوساط الاردنية التي تمثل النقابات المهنية، والاحزاب السياسية، واللجنة الاردنية، لدعم الشعب السوري اجمعت على ان الاعتداء على سفارة خادم الحرمين الشريفين في دمشق شكل خرقا لكل الخطوط الحمراء ليس لجهة العرف الدبلوماسي فحسب، بل لأنه مسّ مقر بعثة دبلوماسية عربية حمت رأس النظام السوري اكثر من مرة وكانت تسارع دوما على اخراجه من مآزقه العربية والدولية. وقال خبير القانون الدولي الدكتور عماد فارس: إن الاعتداء على السفارة السعودية في دمشق يشكل خرقا للقانون الدولي ويضع سورية في موقف حرج دوليا خاصة ان اتفاقية فيينا التي تنظم العلاقات الدبلوماسية بين الدول تنص على حماية البعثات الدبلوماسية في الدولة المضيفة واتخاذ كافة الاجراءات والتدابير الامنية اللازمة لذلك حتى لو كانت في حالة حرب مع الدولة صاحبة البعثة الدبلوماسية. من جانبه، اعتبر نقيب المحامين السابق صالح العرموطي ان ما تعرضت له السفارة السعودية في دمشق يشكل انتهاكا فاضحا وعلى النظام الرسمي في سورية اتخاذ كافة الاجراءات لحماية البعثة الدبلوماسية السعودية محملة الحكومة السورية كامل المسؤولية لأنها تقاعست عن حماية مقر السفارة. وقال: «نادرا ما تحدث مثل هذه الانتهاكات للبعثات الدبلوماسية ويعد ذلك الانتهاك اخلالا بالاعراف والقواعد الدولية والدبلوماسية». ودان اعضاء في اللجنة الاردنية لدعم الشعب السوري، ماتعرضت السفارة السعودية في سوريا، وقالوا ان الموقف السعودي كان واضحا منذ اندلاع الأزمة في سورية، وطالب النظام السوري بوقف سفك الدماء حتى لا تصل الامور الى ما هي عليه الان. واكدوا ان الاعتداء على السفارة السعودية في دمشق او حتى التظاهر امامها يعد تصرفا خارج السياق. بدورها، أكدت الاحزاب الوسطية على لسان فؤاد عامر رفضها المطلق لسياسة البلطجة والاعتداء التي مورست ضد السفارة السعودية في دمشق . وقال ان ما جرى يخرج عن كل المسميات ويعتبر وصمة عار في جبين النظام السوري الذي سهل لانصاره اقتحام السفارة والعبث بمحتوياتها، لافتا الى ان ما جرى تجاوز الخطوط الحمراء في العلاقات بين الدول والاشقاء. وطالب الجامعة العربية بمحاسبة سوريا على فعلتها لان اي تبريرات لن تكون في مكانها فلو اراد الامن السوري منع وصول أيًا كان الى مقر البعثة الدبلوماسية السعودية لفعل .. لكن ما جرى تم بتغطية أمنية سورية فاضحة !!.