ترحب المملكة العربية السعودية بالتصويت لصالح القبول بدولة فلسطين كاملة العضوية في منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو». وقال المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى منظمة اليونسكو الدكتور زياد عبدالله الدريس في كلمة له في أعقاب التصويت مباشرة «إنني أهنئ اليونسكو قبل أن أهنئ فلسطين اليوم، لأن فلسطين لم تولد بهذه العضوية، وإنما ولدت اليونسكو الجديدة بإعطاء هذه العضوية للفلسطينيين، ممّا جعل اليونسكو تكتسب ملامح القوة العادلة بعد أن هيمن جور القوة لعقود طويلة»، وأضاف قائلاً «اليوم نحن أمام أول نتاج لإطار الإنسانية الجديدة الذي جعلته إيرينا بوكافا مديرة عام المنظمة المسار الرئيسي لإدارتها لهذه المنظمة منذ أن أعلنت ذلك في انتخابات المدير العام الجديد للمنظمة في عام 2009م، وهذا يجعلنا بكل وضوح أمام وفاء ايرينا بوكافا بوعدها الانتخابي على الرغم من حيادها الإجرائي في عملية القبول». جدد الدكتور زياد عبدالله الدريس دعم المملكة العربية السعودية الدائم لعدالة القضية الفلسطينية، كما هنأ اليونسكو بهذه الخطوة الأولى المهمة والمؤثرة. جرت عملية التصويت في باريس بالنداء على الدول، وصوت بنعم 107 دول، في حين صوت بلا 14 ولة، وامتنع عن التصويت 52 دولة، وبذلك أصبحت فلسطين الدولة رقم 195 في منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونسكو» بأغلبية الأصوات التي حصلت عليها، إذ كانت في حاجة إلى 81 صوتًا فقط أي ثلثي الأعضاء الحاضرين والمصوتين في المؤتمر العام لمنظمة اليونسكو، وبذلك تغلق هذه المنظمة أشد ملفاتها تعقيدًا، والذي بقي مفتوحًا طيلة 22 عامًا، وأغلق مؤخرًا في مقر التربية والثقافة والعلوم العالمية في باريس. هذه التهنئة التي جاءت من المملكة العربية السعودية على لسان الدكتور زياد عبدالله الدريس المندوب الدائم لها في منظمة اليونسكو تثبت أن الفلسطينيين حققوا يوم الاثنين 31 اكتوبر من عامنا الحالي 2011م أول انتصار دبلوماسي في مسيرة الحصول على الاعتراف الدولي لدولتهم المستقلة بحصولهم على العضوية الكاملة لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونسكو، وتحمل الموافقة بأغلبية ساحقة للأصوات في اليونسكو بُعدًا رمزيًّا إذ يأتي الانتصار الفلسطيني ليتوج الجهود التي قامت بها المجموعة العربية باليونسكو التي أدّت إلى الموافقة من قبل المجلس التنفيذي لليونسكو على توصية بمنح فلسطين العضوية الكاملة في هذه المنظمة، ونالت فلسطين بعد المعاناة لعشرات السنين العضوية الكاملة باليونسكو. جاء هذا الموقف الدولي لصالح فلسطين، واكتسابها العضوية باليونسكو على الرغم من معارضة الولاياتالمتحدةالأمريكية، والتهديد بالتوقف عن دفع التزاماتها المادية لليونسكو، والتي تقدر بنحو 22% من ميزانية منظمة التربية والثقافة والعلوم كورقة ضغط للحيلولة دون التصويت الدولي على القرار الذي يطالب بضم فلسطين للعضوية الكاملة لليونسكو.. بجانب التأكيد من بعض الدول الأوروبية على أنه من السابق لأوانه أن تتقدم فلسطين لنيل عضوية اليونسكو غير أن الفلسطينيين كانوا حازمين في هذا الخصوص بتأكيدهم عدم التراجع عن طلب عضوية فلسطين في اليونسكو منذ أن كانت المعركة حول عضوية فلسطين باليونسكو حامية جدًّا. جاء موقف فرنسا التي تستضيف اليونسكو في أراضيها يتركز على ضرورة التحرك في الأممالمتحدة قبل التقدم بطلب انضمام فلسطين لليونسكو، وأعلنت عدم تأييدها القرار حتى لا يتحقق أول حلم فلسطيني بالانضمام إلى إحدى المنظمات الدولية خصوصًا وأن انضمام فلسطين للأمم المتحدة لا يزال مثار بحث في مجلس الأمن الدولي بنيويورك، غير أن حصول فلسطين على العضوية الكاملة باليونسكو سيؤدي إلى تغيير وضع الفلسطينيين بمنظمة اليونسكو من صفة مراقب منذ عام 1974م إلى وضع عضو كامل باليونسكو وسيتيح لهم تقديم طلبات للاعتراف بمواقع في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة ضمن التراث العالمي للإنسانية، إذ يعتزمون ترشيح بيت لحم والحرم الإبراهيمي في الخليل؛ ليكونا ضمن التراث العالمي. إن الانتصار الفلسطيني بحصولهم على العضوية الكاملة في منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو يؤكد القدرة الثنائية، قدرة الفلسطينيين على الإصرار لنيل رغبتهم في تحقيق آمالهم، وقدرة الأسرة الدولية على فرض إرادتها على الرغم من معارضة الولاياتالمتحدةالأمريكية وتهديدها بعدم الوفاء بالتزاماتها المالية التي تبلغ 22% من ميزانية اليونسكو، اعتقد إن فعلت ذلك يكون رد الفعل على ذلك إسقاط عضويتها وطردها من اليونسكو.. إذا اتخذت الأمم المختلفة نفس الموقف في قضية العضوية للفلسطينيين بالامم المتحدة بالقرار الصادر عن الجمعية العامة الذي تعارضه الولاياتالمتحدةالأمريكية، وتهدد بعدم الوفاء بالتزاماتها تجاه الجمعية العامة، فإن فعلت ذلك يكون رد الفعل على ذلك إسقاط عضويتها وطردها من الأممالمتحدة، هذا المنطق يجب أن يسود اللغة الدولية لأن عدم الوفاء بالالتزامات يفقدها حق العضوية فيها. أمّا الفيتو في مجلس الأمن فهو فساد سياسي يجب التخلص منه، ويتم ذلك من خلال تكتل الدول ضده خصوصًا وأنه لم يعد يتفق مع هذا الوقت.