تحركت المساعي الفلسطينية للفوز بالعضوية الكاملة بالاممالمتحدة خطوة نحو الانهيار يوم الجمعة بعد اخفاق لجنة قبول الاعضاء بمجلس الامن في التوصل الى اتفاق بشأن المسألة.وترك هذا التطور الامر للفلسطينيين لتحديد ما اذا كانوا سيطالبون باجراء تصويت على طلبهم أم لا. ولم يتمكن الفلسطينيون حتى الان من حشد الاصوات التسعة الضرورية للموافقة على قرار في مجلس الامن يؤيد مطلبهم.وسيكون ذلك اجراء رمزيا لان الولاياتالمتحدة تعهدت باستخدام حق النقض (الفيتو) لاعاقة الطلب. ولن تكون واشنطن في حاجه لاستخدام حق النقض اذا لم يتمكن الفلسطينيون من الحصول على تأييد تسعة اعضاء في التصويت الامر الذي يحرمهم من انتصار معنوي على الاقل. وتعتبر الاممالمتحدة حاليا فلسطين بمثابة "كيان" مراقب.وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس تقدم بطلب في 23 سبتمير ايلول للحصول على العضوية الكاملة في الاممالمتحدة لدولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة عاصمتها القدسالشرقية.وعرض تقرير تبنته يوم الجمعة لجنة العضوية التي تضم جميع الدول الاعضاء بمجلس الامن وعددها 15 تفاصيل الخلاف بين اعضاء المجلس. ويقول التقرير ان اللجنة "لم تتمكن من تقديم توصية بالاجماع لمجلس الامن". وبدون موافقة اللجنة لا يمكن لطلب عضوية ان ينجح.وقال السفير البرتغالي جوزيه فيليب موريس كابرال رئيس مجلس الامن لشهر نوفمبر تشرين الثاني الجاري ان المجلس سيبحث التقرير ويناقش اي مبادرات مستقبلية.وعمليا تعتمد الخطوة القادمة على الفلسطينيين الذين لم يعطوا اي دلالة فورية عما يعتزمون القيام به قائلين انه يتحتم عليهم مناقشة الامر مع الزعماء العرب الاخرين.وقال رياض منصور مندوب فلسطين لدى الاممالمتحدة للصحفيين "سندرس هذا التقرير والعملية كلها بدقة...وسنتوصل سريعا جدا لقرار بخصوص الخطوة القادمة في منظومة الاممالمتحدة."وتعارض اسرائيل والولاياتالمتحدة المسعى الفلسطيني للحصول على العضوية وتقولان ان محادثات السلام مع اسرائيل هي السبيل الوحيد لاقامة دولة فلسطينية.ويقول الفلسطينيون انهم اقاموا دولة تتوافر لها مقومات الحياة وتستحق نيل العضوية وانهم لم يديروا ظهورهم للمحادثات التي يقولون ان اسرائيل افسدتها بالاستمرار في بناء المستوطنات بالضفة الغربية.وأدت قضية العضوية الفلسطينية الى انقسام مجلس الامن بدرجة متساوية تقريبا. ويقول دبلوماسيون ان روسيا والصين ولبنان والبرازيل والهند وجنوب افريقيا وربما الجابون ونيجيريا سيدعمون الفلسطينيين وستصوت الولاياتالمتحدة ضده في حين ان من المرجح ان تمتنع بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال وكولومبيا والبوسنة عن التصويت مع احتمال ان تصوت ألمانيا ضده.وقال مسؤولون فلسطينيون انهم لن يتخلوا عن مسعاهم للحصول على العضوية في الاممالمتحدة لكنهم رفضوا الكشف عن خططهم قبل اجتماع الجامعة العربية خلال ايام.وقد يطلب الفلسطينيون اجراء تصويت فوري في مجلس الامن رغم ان هذا الامر محكوم عليه فما يبدو بالفشل. وقد يقومون بدلا من ذلك بمحاولة جديدة لنيل العضوية في مجلس الامن في العام الجديد عندما يتغير خمسة اعضاء من الدول غير دائمة العضوية.وهناك خيار اخر جرت مناقشته بشكل كبير وهو التوجه الى الجمعية العامة وطلب تعديل مكانة فلسطين لتصبح "دولة غير عضو" مراقبة مثل الفاتيكان. ولن يصل ذلك الى حد العضوية الكاملة لكن سيعترف ضمنيا بفلسطين كدولة وسينال ذلك الطلب الاغلبية على الارجح في الجمعية التي تضم 193 دولة. ودعا سفير ألمانيا لدى الاممالمتحدة بيتر فيتيج الفلسطينيين للتروي فيما سيقومون به. وقال "اعتقد ان الصورة واضحة وانه لا توجد اغلبية هنا لقبول (عضوية فلسطينبالاممالمتحدة)."لكن المسؤولين الفلسطينيين رفضوا الاشارات الى أن حملتهم للحصول على العضوية باءت بالفشل.وقال مندوب فلسطين في نيويورك رياض منصور انه بعد قبول فلسطين الشهر الماضي كعضو في منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) الشهر الماضي "فانها حقيقة الان اننا موجودون كدولة في منظومة الاممالمتحدة."وانتقدت اسرائيل والولاياتالمتحدة قرار اليونسكو وعلقت واشنطن تمويلها للمنظمة.وقال المسؤول الفلسطيني الكبير صائب عريقات لرويترز عبر الهاتف من تونس انه يختلف مع اي شخص يتحدث عن النجاح او الفشل لان هذه مجرد بداية. وأضاف ان الفلسطينيين سيبحثون خياراتهم لتحديد خطوتهم القادمة.