انتشرت -وبشكل واضح- في أحياء جدة -لاسيما الجنوبية منها- أعداد كبيرة من الحجاج من جنسيات مختلفة عربية وإفريقية وشرق آسيوية، تزامنًا مع انتهاء الحج، وبدء مغادرة الحجيج إلى بلادهم، الأمر الذي أثار تخوف الكثيرين من عودة المجال للتخلف، والإقامات غير النظامية. "المدينة" تجوّلت بعدستها على عدد من المواقع، أبرزها حي البلد والهنداوية والقريات والثعالبة، ورصدت تجمعات لحجاج من عدة دول، واستغلالهم الأرصفة العامة بالشوارع للنوم والراحة بعد عناء المناسك، والتنقل المستمر كما تحدثت إلى عدد منهم حول وجودهم بهذه الأماكن. وجاء رد البعض منهم على نحو غريب: "لا نعرف شيئًا"! فيما تحفّظ البعض الآخر على الحديث، وامتعض من توجيه عدسة كاميرا "المدينة" إليه لالتقاطه. وأخيرًا ذكر بعضهم بأنهم يمكثون بانتظار سيارات وأشخاص سيأتون لمساعدتهم وإيصالهم إلى الأماكن السليمة. تحفظ واضح وقال أحد الحجاج ممّن التقتهم "المدينة" قال: نقف هنا بانتظار شخص سيأتي لأخذنا معه، ولم يزد على ذلك في حين ذكرت إحدى الحاجات من الجنسية الصومالية أنها من مقيمي محافظة جدة، وستتوجه برفقة أمها المسنّة، وابنها إلى منزلهم وهم بانتظار إحدى سيارات الأجرة العامة فقط، وهذا هو سبب انتظارهم. حالة مضنية كثير من الحجاج المتوغلين بأمتعتهم وسط الأحياء الشعبية جنوبجدة تعذر الوصول إليهم، والحديث معهم؛ لكونهم يغطون في نوم عميق، يشعر الناظر بأن الحالة التي يمر بها الحاج مضنية. فالكثير منهم كان يتوسد الأكياس النايلون كبيرة الحجم، والمملوءة بالملابس والأغراض، ويتخذ من الرصيف فراشًا له.. كل ذلك وسط الزحام الشديد الذي بدت عليه تلك الأحياء، والإزعاج المتناهي الناتج عن الأبواق، وصراخ الباعة والناس. متابعة وضوابط الناطق باسم الإدارة العامة للجوازات ومدير الشؤون الإعلامية المقدم بدر المالك قال: إن هناك متابعة حثيثة من قبل إدارة الحج والعمرة بالجوازات لعمليات مغادرة الحجيج إلى ديارهم، وضبط عمليات التخلّف والإقامة غير النظامية بالمملكة لهم، حيث توالي تنسيقها المستمر مع الشركات المعتمدة رسميًّا عن كل بلد، وتتعامل معها بالأرقام منذ دخول أول حاج تابع لها إلى المملكة حتى مغادرة آخر الحجاج، وفي حال اختل العدد المذكور مسبقًا لإحدى الشركات ولو بنقص شخص واحد، فإنها تخضع للعقوبة والجزاء، مشيرًَا إلى الالتزام المطلق والوعي الذي اصبح عليه حجاج بيت الله ممّا أدّى إلى انعدام هذه الممارسات لافتًا إلى أن موسم حج 1431 أي العام الماضي لم يتم تسجيل أي حالة تخلف من قبل الحجاج وأضاف المالك: هناك زيارات ورحلات تسوق تنظمها الشركات لحجاجها من ضمنها زيارات بعض الحجاج لأقاربهم المقيمين رسميًّا بمحافظة جدة، وذلك بالتنسيق معنا في إدارة الجوازات وفق ضوابط مفروضة ولمدة محددة.