استهجن عدد من العلماء والدعاة التصريحات التي صدرت من «بعض» الاصوات غير المسؤولة بالتظاهر في الحج ورفع شعارات سياسية، وقال إن هذا أمر لا يجوز شرعا وأن أمن الحجيج خط أحمر لا يمكن لاحد ان يتجاوزه، وان هذه التصريحات تنم عن عدم معرفة بدين الله ولا بشعائر الله، مؤكدين ان الاجراءات التي تتخذها الجهات المسؤولة في المملكة عن أمن الحجيج تردع من تسول له نفسه العبث بامن الحجيج، وطالبوا حجاج بيت الله الحرام بأداء مناسكهم كما شرعها الله ووردت عن رسول الله، والابتهال الى الله بالدعاء ان يحفظ أمن بلاد الحرمين الشريفين. فقد استنكر مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو التصريحات التي اطلقها بعض ضعاف النفوس بالتظاهر في الحج، وقال ان هذا كلام مستنكر ومستهجن ومرفوض ولا يمكن قبوله، محذرا من يقول هذا الكلام انه سيقف امام الله ويسأل عنه، لانه عبث ومرفوض، مؤكدا أن من يحاولون اثارة الفوضى في الحج سيردعون ويواجهون شرعا ونظاما، مؤكدا ان الحج شعيرة من شعائر الله وركن من اركان الاسلام، وعلى الحجاج ان يؤدوا مناسكهم كما شرعت ووردت ويحجوا كما حج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكسبوا الاجر والمثوبة. وطالب مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو حجاج بيت الله الحرام الذين بدأوا في التوافد الى الديار المقدسة ان يلتزموا بالهدوء والسكينة ويؤدوا مناسكهم في هدوء وامن وطمانينة، وان يكون مسلكهم منهج رسول الله وما ورد عنه صلى الله عليه وسلم في الحج، ولا ينساقوا وراء كلمات مغرضة ودعايات كاذبة، وان يتقوا الله في دينهم وانفسهم وبلاد الحرمين الشريفين. وقال مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو ان بلاد الحرمين الشريفين تقوم بدورها المنوط بها في خدمة الحجيج، منذ وصولهم الى عبر المنافذ حتى مغادرتهم الى اوطانهم بعد اداء المناسك، ولا تدخر المملكة جهدا الا وقدمته للحجاج والمعتمرين والزوار، محذرا من دعاة الشر والفتنة والثارة والقلاقل، وقال: ان هذه الدعوات الشاذة سترتد على قائليها. قال عضو مجلس الإفتاء الاوروبي ورئيس هيئة نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم في السويد الشيخ حسان موسى: إن أمن الحجيج خط احمر ولا يمكن لاي دولة ولا لأي شخص كائنًا من كان ان يتحدث فيه، والذين يطلقون الشعارات الكاذبة، والعبارات الجوفاء ويتاجرون في الكلام عليهم ان يبتعدوا بكلامهم الاجوف عن شعائر الاسلام التعبدية، وعن الاوطان الامنة المستقرة، وأن ينظروا الى أحوالهم وظروفهم وما يعيشون فيه هم. وأكد موسى في اتصال هاتفي مع «المدينة»: كنت قبل اسبوعين في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة وتشرفت بأداء العمرة وشاهدت المشروعات العملاقة التي تنفذ في الحرمين الشريفين، والتوسعة العملاقة التي وجه بها خادم الحرمين الشريفين في الحرم المكي، والتي تسع لمئات الالاف من المصلين وتزيد الطاقة الاستيعابية للحرم لان اعداد المسلمين تتزايد، واعداد الحجاج والمعتمرين في زيادة، ومن ثم لابد من مواكبة هذه الزيادة، وهو ما تقوم به المملكة وحكومتها، وأننا كلما نأتي الى مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة نرى المشروعات الجديدة، كل هذا يأتي انطلاقا من دور المملكة في خدمة حجاج بيت الله الحرام والزوار والمعتمرين. وقال عضو مجلس الافتاء الاوروبي لا يمكن لأي دولة غير المملكة ان تنفق بهذا الشكل من ميزانيتها على خدمة الحجاج والمعتمرين والزوار، ولا يمكن لأي مسلم يأتي الى هذه الديار المقدسة الا ان يرفع اكف الضراعة ان يحفظ هذه البلاد المباركة وقادتها وشعبها لما يقومون به لوجه الله في خدمة الاسلام والمسلمين. وأكد حسان موسى ان من يرددون الشعارات ويطالبون بتظاهرات غريبة، عليهم ان يرفعوا هذه الشعارات في بلادهم ويسيروا التظاهرات في بلادهم، هم احرار في بلادهم ولن نتدخل في شؤون احد، أما في البلد الحرام واثناء اداء فريضة الحج، ووسط هذه الحشود التي جاءت من كل حدب وصوب ليشهدوا منافع لهم ويطوفون بالبيت العتيق، فلا وألف لا، وستقف المملكة بكل قوة ويقف خلفها المليار مسلم للحفاظ على أمن الحجيج، وأمن البلد الحرام. وحذر موسى كل من تسول له نفسه ان يحدث ولو نفسه باي سوء للحجاج وامنهم، فان من يفعل ذلك يلق آثاما، وسيواجه بكل حزم وكل قوة، وطالب «موسى» العقلاء في هذه البلاد التي تصدر منها هذه التصريحات كبح جماح متطرفيهم، وخرس السنتهم بما تقول من كلام لا يمكن قبوله. وطالب حسان موسى حجاج بيت الله الحرام ان يخلصوا النية، ويتلمسوا اداء مناسكهم كما وردت عن رسول الله، ولا يفعلوا الا ما أمرهم الله ورسوله بهم، ويكثروا من الدعاء لهم ولانفسهم واهليهم واوطانهم وبلاد المسلمين ليرجعوا كما ولدتهم امهاتهم، ويكون حجهم باذن الله مبرورا، والحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة كما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال الشيخ سلطان الخثلان الداعية والخطيب: إن دعاة الفتنة الذين يدعون للتظاهرات ورفع الشعارات في الحج يريدون العبث بأمن الحجاج، مؤكدا انه لا يجوز للحاج ان يفعل في الحج الا ما أمره الله ورسوله والالتزام بالضوابط، أما دعاة البدع والاباطيل فأقوالهم مرفوضة وستواجه بكل قوة، لان أمن الحج هو أمن لشعيرة من شعائر الله، وطالب الخثلان الحجاج عدم الانشغال بالأمور التي لا طائل منها إلا تعكير الصفو على حجاج بيت الله الحرام، وحذر من استغلال موسم الحج لأغراض سياسية أو الترويج لأية دعاوى أو شعارات سياسية أثناء أداء الفريضة، مشددين على حرمة رفع أية شعارات سياسية أو طائفية من شأنها «تسييس الحج». وقال: إن الحج مؤتمر إسلامي جامع ينبغي على المسلمين أن يستغلوه لتقوية أواصر الوحدة بينهم، ويناقشوا مشكلاتهم في أجواء تسودها المحبة والاتفاق، لا الشحناء والفرقة. واستنكر من يرفعون شعارات او ينادون بتظاهرات مذكرا إياهم بأن الإفساد في الحرم من كبائر الذنوب وقد وعد الله فاعله بالعذاب الأليم. وقال: الحج ليس مكانًا لمثل هذه المظاهرات، ولم يعرف في تاريخ الإسلام أن موسم الحج كان مكانًا لتسيير المظاهرات إلا من قبل هذه الفئة التي لا يستبعد أن يكون من جملة أهدافهم إفساد هذه الشعيرة المباركة وإشغال المسلمين عن أداء شعائرهم. كما أن المظاهرات التي يزعمون أنها من شعائر الحج لا يوجد مستند شرعي يدل على مشروعيتها فلم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم. ولم يفعلها الخلفاء الراشدون من بعده ولا أحد من حكام المسلمين لمدة تزيد على ألف وأربعمائة عام.