نجحت أمس، المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية «حماس» وإسرائيل، وذلك بتسليم الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز في قطاع غزة منذ أكثر من خمس سنوات إلى مصر، وانتقل في وقت لاحق عبر مروحية عسكرية إلى قاعدة عسكرية في إسرائيل، فيما أفرجت السلطات الإسرائيلية عن 477 أسيرا فلسطينيا كانوا يقبعون في سجونها. وفي تطور لافت، أعلنت تركيا على لسان نائب رئيس الوزراء بولند ارينج أنها أسهمت بشكل كبير جدا في الإفراج عن شاليط. يأتي ذلك، فيما كشف الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس عن اتفاقه مع الحكومة الإسرائيلية على الإفراج عن دفعة أسرى فلسطينيين تماثل الصفقة الجاري تنفيذها تجري هذه الأيام بين «حماس» وإسرائيل. إلى ذلك، أكدت وزارة الخارجية التركية أمس أن تركيا ستستقبل عددًا من الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم، كما أفادت وكالة أنباء الأناضول. ونقلت الوكالة عن مصادر دبلوماسية رفضت الكشف عن اسمها أن السلطات التركية وافقت على طلب خطي من مسؤولين فلسطينيين بخصوص النقل الذي تعتبره أنقرة مسألة إنسانية. ولم توضح الوكالة عدد الأسرى الذين ستستقبلهم تركيا. وأعلنت «حماس» أن أربعين أسيرا سينقلون إلى تركيا وقطر وسوريا. وفيما أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن شاليط في حالة صحية «جيدة ومطمئنة» بعد خضوعه لفحوص طبية أولية في قاعدة عسكرية عقب عودته إلى إسرائيل. وقال الجندي الإسرائيلي المفرج عنه: «أشعر أنني في صحة جيدة»، في مقابلة مع التلفزيون المصري بعيد تسليمه إلى مصر. وأضاف شاليط الذي بدا نفسه متقطعا أثناء حديثه أنه علم بنبأ تحريره «قبل أسبوع». وأبدى أمله في أن تسهم صفقة تبادل الأسرى في تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وردًا على سؤال حول ما إذا كانت تجربته في الأسر ستدفعه إلى المطالبة بإطلاق سراح كل الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، قال شاليط: «سأسعد كثيرا إذا تم تحريرهم جميعا ليتمكنوا من العودة إلى أسرهم وعائلاتهم وأراضيهم». على الصعيد ذاته، كشف الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس عن اتفاقه مع الحكومة الإسرائيلية على الإفراج عن دفعة أسرى فلسطينيين تماثل الصفقة التي تجري هذه الأيام بين «حماس» وإسرائيل. وقال عباس في كلمة له خلال استقبال الأسرى المحررين بمقر الرئاسة في مدينة رام الله بمشاركة قيادات من «حماس»: «لا أذيع سرا إذا قلت أن هناك اتفاقا بيننا وبين حكومة إسرائيل على دفعة أخرى تماثل هذه الدفعة بعد أن تنتهي ونحن نطالبهم بأن يوفوا بعهدهم إذا كان العهد عندهم مسؤولا». وشدد على أن قضية الأسرى ستكون في أولويات أي مفاوضات جديدة للسلام ستجري مع إسرائيل. وأوضح أنه يريد قريبا تحرير القيادي البارز في حركة فتح مروان البرغوثي والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات وقيادات من حماس لم تشملهم صفقة التبادل إلى جانب كل الأسرى في سجون إسرائيل. وتمسك عباس بالدعوة إلى إنجاز المصالحة الفلسطينية. وكانت مصر راعية «الصفقة»، شددت من إجراءاتها الأمنية في مطار القاهرة استعدادا لنقل الأسرى الفلسطينيين إلى الخارج، بحسب مصدر في المخابرات المصرية. وذكر المصدر أن مطار القاهرة رفع ترتيبات الأمن إلى المستويات الطارئة، استعداد لنقل 40 من الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم إلى ثلاث دول في إطار صفقة التبادل.