أكد مروان الحربي والد الطفلة رزان - 3 سنوات - التي لقيت حتفها إثر استنشاق غازات ناتجة عن مادة فوسفيد الألمنيوم والتي وضعها جارهم لمحاربة حشرة البق التي انتشرت في منزله بناء على نصيحة عامل في مغسلة ملابس، أنه سيلاحق المتسببين في وفاتها قضائيًّا. وروى الحربي ل «المدينة» تفاصيل هذا الحادث المأساوي قائلا: «عدت من عملي في ذلك اليوم مبكرًا على غير العادة في تمام الساعة الواحدة ظهرًا، وشممت رائحة كريهة ( اشبه برائحة الطبخ ) في المبنى، وعند دخولي للمنزل سألت زوجتي عن سبب الرائحة فأخبرتني انها قد تكون من اثار الطبخ، حيث انها انتهت للتو من إعداد وجبة الغداء، ولكن الرائحة استمرت حتى المساء، ذهبت الى النوم في تمام الساعة الحادية عشرة مساء، واستيقظت عند الواحدة ليلا لأجد ابني ريان وابنتي رزان في حالة قيئ مستمر، فقمت بنقلهم الى المستشفى وعدت بهم الى المنزل حوالي السادسة من صباح اليوم التالي، وذهبت الى عملي حيث إتصلت بي زوجتي لاحقا مستنجدة بأنها غير قادرة على الحركة، ولخوفي من شدة الازدحام اتصلت بأمي التي تسكن بنفس العماره لتنقلهم إلى المستشفى، هنا تنبهت زوجتي الى أن جارنا مسافر فمن المحتمل أن يكون قد وضع في ببيته مبيدًا حشريًّا هو المتسبب فيما حصل لنا، فاتصلت به مستفسرًا، فأفاد بأنه وضع مبيدًا حشريًّا في بيته ولكنه يجهل تركيبته، فطلبت منه الاسم التجاري لهذا المنتج وقمت بعمل بحث سريع عن مكوناته لأفاجأ بأحتوائه على مادة فوسفيد الألمنيوم، وكنت قد قرأت الكثير عن هذه المادة وأعلم أنها مادة سامة، لذا توجهت للطاقم الطبي وأخبرتهم بالأمر، فقاموا بنقل أبنائي وزوجتي إلى العناية المشددة، وعندما عاودت الاتصال بجاري لتنبيهه أخبرني أن ابنته ترقد في المستشفى وبها نفس الأعراض التي أصابت أبنائي، فأخبرته بأنه يتوجب عليه تنبيه الأطباء إلى أن ما استنشقته كان مادة سامة جدا». وبحسرة بالغة يكمل والد رزان: «في مساء يوم الجمعة الماضية لم يعد قلب رزان يحتمل النسبة الكبيرة من السموم التي تعرض لها فانتقلت إلى رحمة الله تعالى، والحمد الله على كل حال ولا اعتراض على قضائه، وأدعو الله ان يحفظ لي زوجتي وابني، لكنني أتساءل إلى متى ستتكرر هذه القصة؟ وكم ضحية ستذهب نتيجة هذا الإهمال والجهل؟». ناطق الشرطة: أغلقنا محلات وبقالات تبيع مبيدات حشرية دون تصريح كشف الناطق الإعلامي بشرطة جدة الملازم أول نواف البوق في تصريح ل «المدينة» عن إغلاق عدد كبير من المحلات والبقالات التي تقوم ببيع مبيدات حشرية بشكل مخالف ودون تصريح رسمي. وبين أنه اتضح أن بعض العاملين في هذه المحلات يقومون ببيع هذه المنتجات لحسابهم الخاص، بوضع إعلانات جانبية على أبواب المحلات، فيما تحتاج هذه المواد إلى تصاريح معينة، حيث أن استخدامها في أماكن مغلقة قد يؤدي إلى وفاة كل من تصلهم رائحتها سواء كان عن طريق التكييف أو المنور. العميد جداوي: المتسبب أفاد بحصوله على المبيد من عامل وافد من جهته قال مدير الدفاع المدني بجدة العميد عبد الله جداوي أن خطورة هذا المبيد تكمن في أن من يستخدمه دائمًا يخرج من بيته، دون أن يدرك إمكانية إمتداد أثره إلى جيرانه، وقد تكررت هذه الحالة عدة مرات، ومنذ الحالة الاولى التي وردتنا بهذا الخصوص تم تشكيل لجنة بتوجيه من سمو المحافظ مكونة من (الدفاع المدني، أمانة محافظة جدة، وفرع الوزارة) وبالفعل قامت اللجنة بجولات تفتيشية وعملت على توزيع نشرات تحذيرية وصادرت هذه المواد وحذرت من استخدامها. وأضاف: لكن للأسف الشديد حدثت المشكلة ثانية لأسباب غير قانونية حيث تبين من خلال التحقيقات الأولية مع المتسبب أنه اشترى المادة من عامل وافد يعمل في إحدى مغاسل الملابس، ولم يشترها من محال المبيدات الحشرية المعروفة. وتكمن مشكلة هذه المادة في أنها تتحلل في الهواء أو الرطوبة وللأسف الشديد أنه في أغلب الحالات لا يموت أو يتضرر من سكبها في منزله أو شقته بل يتضرر الأشخاص الذين هم في الجوار. المحامي أبو راشد: إذا ثبت جهل الجار بخطورة المادة يكون القتل خطأ يستوجب الدية من الناحية القانونية قال المحامي خالد أبو راشد: إذا ثبت أن الوفاة ناتجة عن المادة التي سكبها الجار، وأنه كان جاهلًا بخطورتها، فأعتقد أن ذلك يدخل في باب القتل الخطأ، حيث إنه اشترى مادة كيميائية بهدف التخلص من الحشرات ولم يكن يعلم بالهوية الأصلية لتركيبة المادة، هنا يتوقع أنه يجب عليه الدية إذا رأى القضاء ذلك، ولا أعتقد أنه سيتوجب عليه أي حق عام. أما صاحب المحل التجاري الذي اشترى المادة منه، فإذا ثبت عليه أنه كان يبيعها بشكل غير قانوني، فهو سيكون عرضة للعقاب، أما إذا كان البائع يبيع المنتج بشكل قانوني على أن توضع المادة بالمزارع، وقام المشتري بوضعها في بيته فليس عليه شيء.