روح الإنسان غالية وثمينة ويجب ألا نرخصها بأي ثمن ومن أزهق روحا واحدة منها فكأنما أزهق الناس جميعا ، بمثل هذا جاءت تعاليم ديننا ، نقرأ القرآن الكريم ونطالع سنة خاتم الأنبياء والمرسلين ، ونعرف أن الإسلام جاء بحفظ حقوق الإنسان وصون كرامته ، لكن واقعنا اليوم يعكس خلاف ذلك . في بلدي تقوم الدولة بضخ المليارات سنويا ؛ من أجل مشاريع خدمية لرفاهية الشعب ومساعدته على تلبية احتياجاته اليومية بكل يسر وسهولة . تدفع الدولة ببذخ بالغ ، وبكرم معهود ، وسخاء غير مقطوع ، وعطاء غير محدود ، لكن التنفيذ يكون بيد شركات بعضها لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة !! ونتج عن ذلك وجودمشاريع رديئة هي الأقل عمرا والأدنى كفاءة وجودة !! وإليكم على سبيل المثال الطريق الفرعي الذي انطلق من طريق أحد المسارحة أبو عريش باتجاه قرية المحامل غربا مستمرا إلى شطيفية الطواهرة منعطفا يسارا لينتهي إلى قرية القزعي جنوبا ثم يتصل بطريق جازان أحد المسارحة هذا الطريق الذي نُفِذ ليكون عونا لأهالي تلك القرى ولمن أتى عليه من غير أهلها أصبح كابوسا مزعجا ومؤرقا بعد أن كثرت فيه الحوادث وجلها حوادث انقلابات ، فلماذا حضرت الحوادث يوم أن حضر الطريق ؟!! سؤال يطرح نفسه والجواب لمن أراد معرفة الحقيقة أن يسلك ذات الطريق . في هذا الطريق كثرت المنعطفات الخطيرة وغابت اللوحات الإرشادية ولو حضرت الأخيرة فإنها لا تعفي الشركة المنفذة سوء عملها ، لكن أحدها كان الأبرز والأخطر ، ومنذ اللحظات الأولى لافتتاح الطريق كان الضحية إذ تفاجأ أحد عابري الطريق بالمنعطف الذي نفذ في هيئة زاوية حادة ليفقد السيطرة على مقود السيارة وعندما توقفت السيارة تماما وجد نفسه خارج الطريق نجا بحمد الله لكنه خسر الكثير من إصلاح سيارته بعد أن تحولت مثل كرة تدور وتدور وتدور . مضى الأول وتبعه آخرون اقتربوا من الموت وكتب الله لهم الحياة .. لكن آخرها حتى لحظة كتابة هذا المقال - والله يستر - كان عقب مغرب السبت اليوم العاشر من الشهر الجاري رجل ومعه إحدى قريباته وابنتها ذات الأربع سنوات كان مسرعا وتفاجأ بالمنعطف فخرجت السيارة عن مسار الطريق وألقت بالطفلة قذفا إلى الخارج نجت الطفلة من الموت بأعجوبة شديدة لكنها لم تسلم من الكسور أما المرأة فقد استقرت السيارة على أسفل جسدها الغض وبمساعدة أهل الخير تم تحريرها وإنقاذها من سطوة الحديد وحرارة بعض أجزاء السيارة لكنها لم تسلم هي الأخرى من الكسور هذا الحادث كان هو الأعنف والأشد ضراوة . إنه نداء أوجهه لوضع حد لهذه المأساة ولمنع تكرارها مستقبلا .. لو كنت مسئولا نافذا لأمرت بفتح التحقيق مع الشركة المنفذة المطففة ، ومع المهندسين والمراقبين الذين أخلوا بواجباتهم ولألزمتها بإعادة إصلاح الطريق من جديد .. محسن موسى طوهري - جازان