سيداتي سادتي أحييكم من القاهرة وتحديدًا من أمام مبنى التليفزيون المصري في «ماسبيرو» وأنقل لكم على الهواء مباشرة الوصف التفصيلي لأحداث الفتنة الداخلية برعاية مشتركة من أطراف متعددة. يمثل الفريق الأول في مواجهة اليوم شباب وفتيات استعدوا للقاء وحددوا مكانه وأبلغوا «السلطات» بموعده. ويمثل الفريق الآخر نجوم قدمت للملاعب طوال 30 عاماً مهارات متعددة في المراوغة وكسر التسلل وسرقة الدفاع والحارس العملاق. أحب في البداية أن أنوه بكل من شاركوا في إعداد الملعب الكبير سواء من السادة لواءات الشرطة الذين تركوا الساحة وآثروا الجلوس في المدرجات للتشجيع، أو من السادة الكتاب والإعلاميين الذين احتلوا أماكنهم في البرامج الساخنة استعداداً لتحليل الموقف بعد نهاية المواجهة. انتهى الشوط الأول ومن الواضح أن هناك تغييرات كثيرة في صفوف الفريقين مع بداية الشوط الثاني.. أرى الفريق الأول اختفى أو كاد ونزل فريق آخر تنقله كما ترون سيارات نصف نقل ودراجات بخارية ويحمل بعضهم أسلحة حادة وعصيا مدببة وبأحجام متساوية. أطلق بديل الحكم صافرته معلناً بداية الشوط الثاني وتلاحظون معي كم الدخان المتطاير في كل مكان. ياه! بدأ إطلاق الرصاص ولا أرى من الفريق الآخر سوى أشباح تشتبك مع جنود الجيش وسط صيحات من هنا وهناك.. المشكلة أن الحكم آثر هو الآخر الانسحاب. أنا شايف وزير الإعلام الأستاذ أسامة هيكل على قناة «الحياة اليوم» بيشترك هوالآخر في الوصف التفصيلي والمذيعة «مبسوطة منه» لأنه أصبح «شاهد عيان»! انتهى اللقاء سيداتي سادتي وأحب أن أشكر رجال الأمن لكن للأسف لا يوجد منهم أحد، وأحب أن أشكر التليفزيون المصري والصحف والقنوات الفضائية والخبراء الاستراتيجيين وأساتذة علم النفس والاجتماع وكل من ساهم معنا في هذه التغطية التي تبث بما لا يدع مجالاً للشك أنها «تعرية» لواقع مؤسف تشهده مصر! كما أحب أن أشيد بانضباط المواعيد التي حددتها لجنة المسابقات لمثل هذه اللقاءات الساخنة، فضلاً عن تنوع المواجهات تارة بين الشعب والشرطة، وأخرى بين الشعب والجيش، والأسخن طبعاً بين الشعب والشعب! أحب كذلك أن أحيي الجماهير على قوة أعصابها وهي تسجل بكل جوارحها وقائع كل مواجهة والأطراف المشاركة فيها والأدوات المستخدمة في إشعالها. أخيراً سيداتي وسادتي نتمنى جميعاً أن يتم القبض على «النفس» التي يطالب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ووزير الإعلام بضبطها! .. نفس الخيبة!