تظاهر عشرات آلاف اليمنيين أمس في صنعاء لتوجيه «رسالة» الى مجلس الامن الذي يفترض ان يتسلم تقريرا خاصا حول اليمن من المبعوث الأممي جمال بن عمر، فيما قامت عناصر تمرد حوثية أمس الاول بإطلاق النار على جنود نقطة أمنية في محافظة صعدة، مما أدى إلى مقتل جندي وإصابة 7 جنود آخرين بإصابات مختلفة من أفراد اللواء 122 مشاة. وانطلقت الجموع أمس من ساحة التغيير بالقرب من جامعة صنعاء باتجاه ميدان التحرير حيث يعتصم الموالون للنظام، الا ان طوقا أمنيًا مشددا فرضته القوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح اجبرت المتظاهرين على تغيير مسارهم والعودة الى ساحة التغيير. وقال محمد العسل عضو اللجنة الاعلامية لشباب «الثورة الشعبية السلمية» ان هذه التظاهرة رسالة الى مجلس الامن الذي من المتوقع ان يحصل على تقرير الموفد الاممي جمال بن عمر حول اليمن. وذكر العسل انه يتعيّن على مجلس الأمن «ان يضغط على صالح وبقايا نظامه ليرحلوا». وقالت إدارة أمن محافظة صعده للمركز الإعلامي بوزارة الداخلية اليمنية امس: إن الجنود في تلك النقطة تبادلوا إطلاق النار مع العناصر المتمردة دفاعاً عن أنفسهم، واصفة الحادثة بالعمل الإرهابي الذي استهدف حياة جنود كانوا يؤدون واجبهم في الحفاظ على الأمن والاستقرار بمحافظة صعدة. وأكدت بأن منفذي الاعتداء لن يفلتوا من العقاب، وأنها ستعمل على ملاحقتهم وضبطهم لينالوا جزاءهم العادل. من جانب آخر، قتل جندي يمني من لواء منشق عن النظام وأصيب ثلاثة آخرون من لواء موال مساء امس الاول في اشتباكات مع مسلحي تنظيم القاعدة في ضواحي مدينة زنجبار بمحافظة أبين الجنوبية، وفق ما أفاد مصدر عسكري ميداني. وقال المصدر: إن جنديا من اللواء 119 المنشق قتل برصاص قناصة في منطقة الكود جنوب غرب زنجبار حيث ترابط وحدات الجيش المنشقة. وأوضح المصدر ان ثلاثة جنود من اللواء 25 ميكانيكي (غير منشق) أصيبوا بدورهم بجروح نتيجة قصف نفذه مسلحو القاعدة بقذائف الهاون على مواقع اللواء. وذكرت مصادر عسكرية أن وحدات الجيش التي كانت تسيطر على الاحياء الشرقية والشمالية لزنجبار، ومنها حي باجدار الذي شهد معارك عنيفة، انسحبت الى مقر اللواء 25 ميكانيكي والى ملعب الوحدة الواقعين شرق المدينة. وقال احد سكان حي باجدار : إن «الجيش انسحب من الحي وعناصر القاعدة يفرضون سيطرتهم على المدينة حيث يقومون بمنع المدنيين من دخول المدينة لتفقد منازلهم». وذكر آخر ان مسلحي القاعدة قاموا بخطف مدنيين اثنين من سكان منطقة الكود بتهمة التخابر مع السلطات وتم اقتيادهما الى جهة غير معلومة!. وتشن قوات الجيش اليمني منذ اشهر معارك طاحنة مع تنظيم القاعدة الذي عزز تواجده بشكل كبير في جنوب اليمن خلال الاشهر الاخيرة لا سيما في محافظة ابين التي يسيطر على عدة مدن فيها، واستفاد التنظيم من ضعف وتفكك الدولة المركزية اليمنية التي يواجه رأسها علي عبدالله صالح حركة احتجاجية واسعة مطالبة باسقاطه.