قامت جامعة صوفيا اليابانية -تعتبر من أعرق الجامعات في اليابان- بتقديم درجة الدكتوراة الفخرية للمهندس محمد عبداللطيف جميل رئيس مبادرات عبداللطيف جميل الاجتماعية وذلك لجهوده المتخصصة في مجال خلق فرص العمل في المملكة العربية السعودية والعالم العربي. وفي مقدمتها (باب رزق جميل). وقد قام رئيس الجامعة تاداشي تاكيزاوا والمستشار توشياكي كوسو. وعميد الدراسات العليا داشيرو نوميا بمنح المهندس محمد عبداللطيف جميل درجة الدكتوراة الفخرية في حفل تكريم أعد خصيصًا بهذه المناسبة في جامعة صوفيا بالعاصمة اليابانية طوكيو حضره وذلك بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين السفير الدكتور عبدالعزيز تركستاني. وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة وطلاب الجامعة. وقد قام المهندس محمد عبداللطيف جميل بتقديم محاضرة بمناسبة منحه درجة الدكتوراة الفخرية شكر في بدايتها رئيس الجامعة ومستشارها إضافة إلى عميد الدراسات العليا. مشيرًا إلى سعادته كونه أول عربي يحصل على هذا التكريم. وأشار المهندس محمد عبداللطيف جميل في كلمته أنه قضى عامين يدرس في هذه الجامعة العريقة وقد كانت تجربة جميلة بالنسبة له إذ أن جامعة صوفيا هي من الجامعات التي تتلخص قيمها الرائدة في عبارة (من أجل الآخرين. مع الآخرين). وفي سياق الحديث عن تجربة (باب رزق جميل) أوضح المهندس محمد جميل أن هناك مئات الملايين حول العالم يبحثون عن عمل ولا يجدونه وهذا في معظم الأحيان ليس بسبب خطأ ارتكبوه. وحتى نقضي على هذا الداء المتعلق بالبطالة فيجب أن ننظر إلى إيجاد حل عملي إداري مشابه للحلول الإدارية التي نتبعها لعلاج أي مشكلة في منظومة تجارية. كما يجب أن يلعب القطاع الخاص دورًا رئيسيًا في هذا الحل. ويتم معالجة الأمر برؤية تجارية وليست مشكلة اجتماعية تتحملها الدولة فقط. كما أوضح م. محمد جميل أن كل رئيس تنفيذي أمامه وظيفتين رئيسيتين وليس وظيفة واحدة. الأولى هي الاستمرار في قيادة شركته وضمان تحقيقها للأرباح بشكل مستدام والوظيفة الثانية هي مساعدة المجتمع الذي يعمل فيه ليتمكنوا من مساعدة أنفسهم على نحو مستدام. وهذه الرؤية التي سعينا لتطبيقها في الشركة. فقد تعلمت من والدي (رحمه الله) وشركة تويوتا أمرين مهمين. فقد قال لي والدي رحمه الله (لا تنس على الإطلاق أن الحياة لا تتعلق بك وحسب. وإنما بما يمكنك أن تقدمه للآخرين). أما تويوتا فقد علمتني ليس فقط الاحترام للجميع بل وكيفية التحسين المستمر في طريقة أداء الأعمال وما يمكن إنجازه. وقد شرح المهندس محمد عبداللطيف جميل حجم البطالة في العالم العربي مشيرًا إلى أن عدم مواجهة هذا الداء وإيجاد العلاج المناسب له سيفاقم من حجم المشكلة مما قد يصل بعدد العاطلين خلال السنوات القليلة المقبلة إلى 50 مليون عاطل. كما تحدث م.محمد عبداللطيف جميل كيف كانت بدايات (باب رزق جميل) والأسس التي وضعت لانطلاقه من خلال برنامج (التدريب المنتهي بالتوظيف) وكذلك برنامج دعم المشاريع الصغيرة. وبرنامج تمليك سيارات الأجرة العامة وتمليك سيارات النقل إضافة إلى برنامج (التوظيف المباشر). كما أكد أهمية العمل الميداني وأن يتم مطابقة ما تحتاجه الشركات مع ما يتم تدريب الأفراد عليه. وقد كانت البداية من خلال (باب رزق جميل) بإطار صغير جدًا وهو توفير 10 فرص عمل أواخر عام 2002م. ثم تم تطوير المستهدف إلى 500 فرصة عمل ثم آلاف حتى حققنا في العام الماضي وحده فقط أكثر من 45,000 فرصة عمل. وانتقلنا بعد ذلك إلى دول أخرى مثل مصر وسوريا وتركيا والمغرب وقريبًا الجزائر ولبنان، كما نقوم بدراسة فتح فرع في المناطق الفقيرة في لندن. وقد بلغ عدد المستفيدين من برامج (باب رزق جميل) أكثر من 230,000 مستفيد. ونحن نستهدف أن نصل في عام 2016 فقط إلى 500,000 فرصة عمل من خلال كافة فروعنا التي وصل عددها لليوم 29 فرعًا في العالم العربي وبلغ عدد الموظفين أكثر من 560 مولد فرص عمل. وفي ختام الكلمة أكد المهندس محمد عبداللطيف جميل لطلاب جامعة صوفيا الذين حضروا التكريم (بأن الدرس الذي استفاد منه في هذه التجربة هو أنك عندما تنطلق في رحلة استكشاف، فإنك لا تدري إلى أين ستأخذك، وعلى أي حال فإن هذا ليس سببًا لعدم خوض هذه الرحلة). كما أكد لهم بأنهم مبتكرون في الأساس، ولديهم القدرة على تحدي الصعاب وبناء المسؤولية الاجتماعية لتتحول إلى نماذج للأعمال. مضيفًا لهم أنه (يمكنكم بهذا العمل تحفيز الآخرين لإحداث تغيير جوهري وليس تغيير محدود وحسب) وبنفس القدر من الأهمية، فإن إنجازاتكم التي تحققونها نتيجة للتعليم الذي وفرته لكم جامعة صوفيا هي التي ستضمن استمرار إسهام الجامعة تجاه المجتمع. وحينما يواجهكم المشككون. يمكنكم أن تجدوا الدعم والتشجيع من كلمات جي بي شو حينما قال: «أنتم ترون أشياء، وتقولون «لماذا؟» ولكنني أحلم بأشياء غير موجودة، وأقول: «لم لا؟» وقد ختم المهندس محمد عبداللطيف جميل محاضرته قائلًا -نقلًا عن الشاعر الهندي تاجور- للطلاب: لقد نمت وحلمت بأن الحياة متعة واستيقظت ورأيت أن الحياة خدمة الناس. وعملت ووجدت أن خدمة الناس متعة. مشيرًا إلى أن الرحلة طويلة، وقد تم إنجاز الكثير، ولكن ما يزال هناك الكثير والكثير الذي ينتظرنا لننجزه، والمستقبل أمامكم ومن أجلكم.) الجدير بالذكر أن المهندس محمد عبداللطيف جميل نال شهادة البكالوريوس من جامعة MIT بأمريكا في مجال الهندسة المدنية، وتلقى تعليمه الجامعي في جامعة صوفيا باليابان وذلك في مجال إدارة الأعمال والرياضيات.